“آن باترسون”.. عرابة الإخوان التي وصفها المصريون بـ “سفيرة جهنم”
رغم أن واشنطن تشير دوما لحربها على الإرهاب، هي أبدأ لا تخسر علاقتها بالإخوان المسلمين، لكونهم أداة جاهزة للتدخل في الشئون الداخلية، وتخريب الدول، تحت مظلة حروب الجيلين الرابع والخامس، وخير مثال على ذلك ما حدث عام حكم الإخوان لمصر ودور السفيرة الأمريكية آن باترسون.
بدأت “باترسون”، العمل الدبلوماسي عام 1973، ثم عملت مستشار اقتصادي في السفارة الأمريكية بالسعودية عام 1984، ثم انتقلت للعمل في جينيف، عام 1988، ثم عملت سفيرة اللولايات المتحدة في السلفادور في 1997، وبعدها عملت في سفارة أمریکا بكولومبيا عام 2000 وفي عام 2007 عملت في باكستان، ثم جاءت إلى مصر منتصف عام 2011 مع صعود قوة الإسلام السياسي، والتي تجيد “باترسون” التعامل معها.
اختيار باترسون لتصبح سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة سجلها الأسود في التورط والتخطيط والإشراف على تنفيذ اغتيالات لرموز وشخصيات سياسية معروفة عندما كانت سفيرة في كولومبيا وباكستان وهو ما جاء في وصف الجنة العلاقات الخارجية مجلس الشيوخ الأمريكي أثناء تعيينها سفيرة بمصر.
السفيرة الأمريكية بالقاهرة كانت تعمل كدبلوماسية أمريكية في باكستان وقدمت صيغة تحالف بين العسكر ورجال الدين والقبائل استطاعت من خلالها أن تهدئ الأوضاع لتصبح باكستان أرضا للحرب علي حركة طالبان والقاعدة وما شابه ذلك، اختیار باترسون جاء لخبراتها في عقد الصفقات مع التيار الديني خاصة بعد فشل مارجريت سكوي السفيرة الأمريكية السابقة في توقع الثورة المصرية مشيرا إلي أن الإدارة الأمريكية أرادت تكرار نفس التجربة في مصر بعد نجاح باترسون في ذلك بباكستان.
عملها في مصر
عملت “باترسون” في منصب سفيرة الولايات المتحدة بمصر، وكانت فترة عملها التي استمرت 26 شهرا، تعتبر أقصر مدة تقضيها سفيرة لبلادها، في الدول التي تولت فيها هذا المنصب، وتسببت تصرفاتها في كراهية الشعب المصري ليس لها فقط ولكن لبلادها أيضا.
دورها المشبوه في دعم الإخوان
– اشتهرت السفيرة الأمريكية بدعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وانتشرت صورها مع قيادات الجماعة كما انتشرت تصريحاتها المؤيدة لهم، مثل قولها قبل “30 يونيو”، بأن عودة الجيش للسياسة سيكون كارثة على العلاقات بين القاهرة وواشنطن، كما تكررت زيارات باترسون المكتب حزب الحرية والعدالة أكثر من مرة.
العداء لـ30 يونيو:
قبل ثورة 30 يونيو، التقت “باترسون”، مع خيرت الشاطر، الرجل القوي في الجماعة، الأمر الذي أظهر دعمها الشديد لهم، ولم يعد خافيا على أحد.
كما عملت السفيرة التي لقبها المتظاهرون بـ”سفيرة جهنم”، على الوساطة بين الجماعة والسلطة المصرية بعد الثورة. . إلا أن هذه الوساطة فشلت.
كما أن ثوار 30 يونيو قاموا برفع صور مناهضة للسفيرة الأمريكية” آن باترسون” والتي أطلقوا عليها لقب “الحيزبون” و”عرابة جهنم”
من أبرز تصريحاتها:
قالت: “كنا نحاول العمل مع الإخوان المسلمين، وكنا نحاول العمل مع السلفيين أيضا، الإخوان بالفعل كانوا القوة المنظمة الوحيدة، والأحزاب العلمانية لم تكن لديها أي قدرة على منافسة الإخوان والسلفيين، ولم يكن هناك أي طرف آخر للعمل معه سوى هذين الحزبين”
– نقلت آن باترسون للشاطر قلقها وقلق الولايات المتحدة من أن بلادها تخشى من حدوث فوضى واقتتال داخلى، ونبهت إلى أنه من الضروري فتح قنوات اتصال مع مختلف التيارات السياسية، ومنح تلك التيارات فرصة للحصول على مكتسبات سیاسية.
وأن تقوم بدور واضح في قيادة الدولة، لأن إقصاء جميع التيارات السياسية – الذي كانت تعرف أن جماعة الإخوان قامت به بالفعل من السلطة ليس في مصلحة مصر، والأهم في ذلك أنه ليس من مصلحة الجماعة.
علاقاتها:
-تطارد علاقة السفيرة الأمريكية السابقة بجماعة الإخوان، لم تطاردها فقط في مصر، ولكنها طاردتها في بلادها، وفي عام 2017، عارض مسئولون بالبيت الأبيض رغبة وزير الدفاع الأمریکی جيمس ماتیس، تعيينها منصب رفيع داخل البنتاجون وذلك بسبب علاقة السفيرة السابقة بجماعة الإخوان فضلا عن موقفها المعادي الثورة 30 يونيو الشعبية ضد الإخوان ما جعلها في موضع انتقاد لاذع.
المكافأة القطرية لآن باترسون:
– عاد اسم “باترسون”، مرة أخرى بعد تعيينها رئيسة لمجلس الأعمال الأمريكي – القطري، وهي جهة أسستها الدوحة بدعوى دعم علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين، الأمر الذي اعتبرته وسائل الإعلام بمثابة مكافأة من النظام القطري للسفيرة التي اشتهرت بدعمها لجماعة الإخوان المسلمین.
يعتمد العمل الجديد ل”باترسون” على الترويج لقطر وأنها تقوم بإنجازات كبيرة لدعم العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذا سوف يوفر أكثر من مليون مواطن أمريكي، وذلك من خلال تقارير ترسلها أسبوعيا لمسئولين كبار في الكونجرس والولايات المتحدقه .
“آن باترسون” في تسريبات هيلاري كلينتون
– رسالة من جاکوب سوليفان لهيلاري يتحدث فيها عن زيارة ل 3 أيام قام بها وفد امریکی للقاهرة مع رئيس الوزراء قنديل ووزير المالية آنذاك والعديد من المسئولين وممثلين من هيئات المجتمع المدني وسفراء بعض الدول لمناقشة التزامات الرئيس الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية بتقديم الدعم الاقتصادي لمصر السد العجز في الميزانية .
ويقول مساعد کلینتون في الأيميل أن هناك قناة دائمة للتواصل بين الشاطر والسفيرة الأمريكية أن باترسون «وقامت آن باترسون و بیل تایلور وانا بمقابلة نائب المرشد الاخواني خيرت الشاطر وناقش معنا المباديء للتنمية الاقتصادية من خلال ۱۰۰ من مشروعات بنية تحتية ضخمة (بأكثر من مليار دولار لكل مشروعا كجزء من مشروع مرسی الانتخاب الذي حمل اسم «النهضة كما عبر عن امله في تحقيق اتفاق مع صندوق النقد الدولي والمزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة من امريكا والغرب والعالم العربي.
في شأن التعاون بين الولايات المتحدة وقطر والإخوان، كشفت وثيقة بتاريخ 14 سبتمبر 2012 عن خطة بين كلينتون والحكومة القطرية لإنشاء قناة إعلامية وصحيفة يومية على أن قول الدوحة القناة الجديدة برأس مال مبدئي 100 مليون دولار ويتولى إدارتها القيادي الاخواني خيرت الشاطر وأحمد منصور مديرا تنفيذيا لها وذلك بعد أن اشتكى الإخوان من ضعف مؤسساتهم الإعلامية مقارنة بالمؤسسات الإعلامية الأخرى.
ختاما..ومن كل ما سبق، يمكننا فهم موقف الجماعة الإرهابية من بایدن، ولماذا كل هذا التأييد له، حيث يأملون في إستنساخ تجربتهم السابقة مع أوباما، وأن يعيد لهم شيئا مما كانوا عليه خاصة في مصر.
إلا أن قواعد اللعبة تغيرت، ومصر بإدارتها الحالية هي مركز ثقل في مختلف القضايا والملفات، كما أن الشعب المصري صار يدرك بكل وعي وحدس يقظ من هم المتربصون بإنجازاته وأمنه وأيا من كان الوافد الجديد للبيت الأبيض، فإنه يدرك ذلك جيدة.