تاريخ الإخوان مع الولايات المتحدة.. حلفاء ولكن!
تاريخيا، حاول الأمريكيون أكثر من مرة الإستفادة من الإخوان المسلمين والتحالف معهم لكونهم حليف مثالي جاهز لخيانة الوطن، دون مقابل سوق المال والسلطة.
حاولها أوباما ومني بالخسارة الفادحة أمام الجموع التي نزلت لرفض حكم الإخوان في30يونيو 2013، فأصيبت الإدارة الأمريكية بخيبة أمل كبيرة لأن مخطط التقسيم قتل في مصر، والآن الإخوان لديهم أمل مرة أخرى ويرون أن بایدن ينصر الإسلام.
تاريخ العلاقة بين المحظورة وواشنطن.. وما وراء سعید رمضان
بالنظر إلى تاريخ علاقة الجماعة بالولايات المتحدة بداية من عام 1952، سنجد أن الولايات المتحدة اتصلت بشكل دوري بقيادات الإخوان منذ بداية الخمسينيات وقت أن كانت إدارة الرئيس أيزنهاور تسعى إلى كسب ود وصداقة القوى السياسية المختلفة فللمنطقة العربية ومنها الإخوان.
– وفي عام 1953، زار وفد علماء مسلمين من دول مختلفة الولايات المتحدة، كما دعوا وقتها الحضور ندوة عن الثقافة الإسلامية نظمتها جامعة برنستون.
وكان بينهم سعید رمضان، أحد قيادات الرعيل الأول للجماعة، وزوج ابنة الإمام حسن البناء والسكرتير الشخصي له، ووالد طارق رمضان .
ومن هنا، كان سعید رمضان (1926 – 1995) زوج ابنة حسن البنا فقد عمل مسئول اتصال بين الجماعة والإدارة الأمريكية في بداية الخمسينيات.
وبعد تدهور العلاقات بين الإخوان وعبدالناصر عقب محاولة اغتياله في ميدان المنشية عام1954، في رمضان هاربا من مصر إلى سويسرا حيث أسس مركز جنيف الإسلامي، ثم انتقل رمضان لألمانيا الغربية.
لكن ظل نشاطه مجهولا حتى يوليو من عام 1995 عندما كتب إين جونسون مقالا في وول ستريت جورنال؛ کشف فيه عن أن الإخوان أجروا ترتیبات عمل مع أجهزة المخابرات الأمريكية، وأن وثائق ألمانية أكدت أن الولايات المتحدة أقنعت الأردن أن تصدر جواز سفر دبلوماسية السعيد رمضان، وأن الجانب الأمریکی کان يتكفل بنفقاته.
وأظهر مقال جونسون أن رمضان كان «عميل معلومات» لكل من البريطانيين والأمريكيين، بعد أن وجد في الأرشيف السويسري ما يؤكد ذلك.
وأكد جونسون أن أدلة تورط رمضان مع المخابرات الأمريكية «تبخرت»، عقب رفض ألمانيا الغربية في ديسمبر 1963 السماح له بالمشاركة في حملة دعائية ضد الاتحاد السوفيتي، تحت إشراف وكالة الاستخبارات الأمريكية .
إذن العلاقة بين الإخوان وواشنطن يمكن وصفها بالبراجماتية، إذ أن السي آي إيه كانت على اتصال مباشر بجماعة الإخوان في فترتين ؛ الأولى في بداية الخمسينيات، والثانية أثناء الغزو السوفيتي لأفغانستان، أما إبان حكم الرئيس الأسبق مبارك، فقد اكتفى الأمريكيون بالاتصال بأعضاء الجماعة بصفتهم أعضاء برلمان أو رؤساء نقابات مهنية وليس بصفتهم أعضاء في جماعة محظورة وذلك حتى لا يخسروا علاقتهم بالدولة المصرية كحليف استراتيجي.
إلا أن معارضة الجماعة لاتفاقيات السلام مع إسرائيل وزيارة الرئيس السادات للقدس، كانت نقطة تحول في نظرة أمريكا للإخوان؛ فباتت تعتبرهم عائقا لمصالحها وعبئا على حلفائها.
ورغم ذلك، ورغم أن واشنطن تشير دومأ لحربها على الإرهاب، هي أبدأ لا تخسر علاقتها بالإخوان المسلمين، لكونهم أداة جاهزة للتدخل في الشئون الداخلية، وتخريب الدول، تحت مظلة حروب الجيلين الرابع والخامس، وخير مثال على ذلك ما حدث عام حكم الإخوان لمصر ودور السفيرة آن باترسون.