مخاوف من داعش جديد.. مرتزقة تركيا يستولون على صبراتة
لم ينته خطر المرتزقة الذين ترسلهم تركيا إلى ليبيا دعماً لميليشيات الوفاق بشكل دائم عند أفعالهم فقط، بل طفت معلومات تشير إلى أن وجودهم بات ينظر بوجود آخر لتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
فقد أفاد مسؤول عسكري في الجيش الليي بأن داعش أعاد التقاط أنفاسه من جديد في البلاد، وبدأ يستعيد نشاطه بشكل لافت في مدينة صبراتة الواقعة غرب البلاد، حيث استقر آلاف المرتزقة الذين نقلتهم تركيا، ما بات يشكلّ خطورة على هذه المدينة الساحلية وإمكانية تحوّلها إلى بؤرة للإرهابيين.
وأوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للجيش الليبي العميد خالد المحجوب في تصريح لـ”العربية.نت”، بأن هناك حوالي 3000 مرتزق من الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا من جنسيات مختلفة وخاصة الجنسية تونسية أغلبهم عناصر متطرفون ينتمون لتنظيم داعش، تجمّعوا بعد نهاية الحرب في العاصمة طرابلس بمدينة مصراتة واستقروا داخلها، وبدؤوا نشاطهم، مشيراً إلى أن استيلاء هذه المجموعات على المدينة يهدد ليبيا كما تونس التي تبعد عن مدينة صبراتة مسافة 100 كم، وكذلك أوروبا، باعتبار المدينة أبرز نقاط انطلاق المهاجرين غير الشرعيين إلى القارة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، تحدّث عن نقل آلاف الإرهابيين والعناصر المتطرفة من خلايا داعش ضمن أفواج المرتزقة السوريين الذين جلبتهم تركيا إلى ليبيا، وهو ما أثار مخاوف من أن يساهم ذلك في إعادة الحياة إلى تنظيم داعش في ليبيا، ويساعده على النمو والتموقع مجددا.
فقد شكلت مدينة صبراتة التي تبعد 70 كم غرب العاصمة طرابلس، مركزا لتنظيم داعش عام 2016، ومعسكرا رئيسا لتدريب العناصر الإرهابية، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة الأميركية بغارة جوية قضت من خلالها على 49 إرهابيا، وحالت من دون وقوع هجوم على تونس كان يعدّه التنظيم الإرهابي.
وكانت تركيا قد أكدت الخميس الماضي، مواصلة دعمها لحكومة الوفاق بوجه الجيش الليبي، بكافة الطرق المباشرة وغير المباشرة.
وفي سياق الدعم هذا، وصل وزير خارجيتها، مولود تشاويش أوغلو، الخميس، إلى طرابلس في زيارة عمل مع نظيره المالطي، إيفاريست بارتولو، بحسب ما أفادت وسائل إعلام تركية، بغية استعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك للدول الثلاث.
كما بحث السراج مع وزيري خارجية تركيا ومالطا عملية “إيريني”.
إلى ذلك، وصف الوزير التركي عملية “إيريني” البحرية من أجل مراقبة حظر توريد السلاح إلى ليبيا بأنها “متطرفة”. ودعا ألمانيا التي أرسلت مؤخراً سفينة للانضمام إلى العملية البحرية إلى عدم الانحياز.
ووسط توتر أوروبي مع بلاده، قال تشاويش أوغلو “يجب على ألمانيا ألا تكون منحازة لأي طرف ويجب أن تكون حيادية، ولكنها تعرضت لضغط فرنسي وأرسلت سفينة من أجل التحرك ضمن عملية إيريني”.
يأتي كل هذا وسط تخوف حقيقي من تحول ليبيا إلى مركز أو معقل جديد للإرهابيين بعد اندحار تلك التنظيمات بشكل كبير في العراق وسوريا، إذ يخشى كثير من الليبيين وخبراء الجماعات الأصولية والمراكز البحثية، من استغلال الجماعات الإرهابية للوضع والتوتر العسكري الراهن في ليبيا لتأسيس معاقل جديدة لنشاطهم في الشمال الإفريقي ومنطقة الساحل والصحراء وغرب إفريقيا.