مقالات

قطر.. السيادة الغائبة لدويلة صغيرة بمساعي كبرى لدعم الإرهاب

قطر تلك الدويلة الصغيرة بمساحة لا تتعدى 12 ألف كم2 (مساحة شبه جزيرة سيناء 60 ألف كم2) و بعدد سكان لا يتعدى 2 مليون نسمة (300 ألف قطري فقط ) عام 2013 ، ما تزال تبحث عن دور لها فى المنطقة.


تحاول قطر من خلال نخبتها الحاكمة أن تتخطي حدود الزمان والمكان من حيث فرض نفسها كلاعب أساسي فى منطقة الشرق الأوسط.


فتلك الدولة حديثة العهد بالوجود ( 1971حين استقلت عن الحكم البريطاني) لا تجد بؤرة للصراع أو عدم الاستقرار فى منطقتنا إلا وتجدها حاضرة وبقوة، تارة عن طريق ذراعها الإعلامي (قناة الجزيرة) و تارة عن طريق دعم الأطراف المتصارعة بالمال والسلاح و تارة آخري عن طريق استدعاء أطراف خارجية لا علاقة لها لتتدخل فى الصراع لتأجيجه.


تفتح قناة الجزيرة فتطالع أفواه مذيعيها تتحدث عن الحرية والديمقراطية و عن طيب العيش فى قطر الغناء جنة الله فى أرضه وعن التقدم والتطور وعن سيادة قطر وتفردها بمواقفها وقيادتها للعالم العربي فى تطلعاته نحو غد أفضل وحين تبحث عن ما تتناقله الألسنة على أرض الواقع تجد العكس صحيح، تجد تضيق فى الحريات تجد مطاردات لكل صوت حر أو رأى معارض للأمير الحاكم، تجد ظروف عمل غاية فى السوء تجد دولة ذات سيادة كما يقولون على أرضها قاعدتين عسكريتين أجنبيتين أحدهما أمريكية والآخري تركية.


لك أن تتخيل يا عزيزى أن أكبر قاعدة جوية خارج الولايات المتحدة توجد فى قطر (قاعدة العديد) هى قاعدة عسكرية تضم مقر القيادة المركزية الأمريكية الى جانب القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والسرب 83 من القوات الجوية البريطانية ( و قد وصل عدد القوات الأمريكية اكثر من 11 ألف ضابط و جندى حسب تقارير 2017 ما يقرب من ثلث عدد القوات المسلحة القطرية ).


قاعدة العديد هى ثمرة اتفاق دفاعي بين الدوحة وواشنطن عقب حرب الخليج الثانية، استخدمت تلك القاعدة بشكل رئيسي أثناء الحرب على العراق وأفغانستان من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا كما يتم استخدامها بشكل دوري من قبل الولايات المتحدة فى ضرباتها فى منطقة الشرق الأوسط وبالأخص المنطقة العربية فضلًا عن دورها كمركز استخباراتى لجمع المعلومات بالمنطقة وقد وصل بها الحال لأن يقام داخل القاعدة حفلات غير أخلاقية و تحولت لوكر لممارسة الدعارة و الشذوذ بين الجنود الأجانب.


قطر باستضافتها للقاعدة كانت تريد أن تضمن الحماية لها و لنظامها الحاكم من التغيرات والتطورات فى المنطقة وتستقوي بها فى مواقفها ولكن مع مرور الوقت اصبحت القاعدة دولة داخل الدولة ولا سيطرة أو سيادة لها على القاعدة أو ما يحدث بداخلها أو استخداماتها بل اصبح النظام الحاكم اسيرًا لها و مسلوب الإرادة فى كافة المواقف وصار تابعا ذليلا لما يفرض عليه من الولايات المتحدة صاحبة اليد العليا.


و على خطى العديد تم افتتاح قاعدة تركية بقطر بنفس الفكر ولنفس الهدف وذلك فى خضم الأزمة مع الرباعى المصري السعودى البحريني الإماراتى و يبدو أنهم لم يستوعبوا درس العديد فأستضافوا قاعدة آخري ليس لهم عليها سلطان ليزيدوا من غياب السيادة التى يدعون زورا و بهتانا أنهم متفردين بها فى المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى