“الليبرالي الإخوانجي” أيمن نور.. دعم الإرهاب مع الجماعة و”الفلوس” كلمة السر
دائمًا ما تعكس مبادرات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وظهيرها المدني المصالحة مع باقي التيارات الحالة الذهنية والنفسية التي تمر بها الجماعة خاصة مع اتساع هوه الخلاف والشقاق بين إخوان الداخل والخارج من ناحية وحجم الصراع الهائل بين الأجنحة المتصارعة في الدوحة واسطنبول ولندن و طفت على السطح مؤخرا مصدره حالة من الإنزعاج التي تمكنت من الجهاز العصبي للتنظيم وجعلته يقبل بكثير من التنازلات من أجل العودة والمحافظة على ما تبقى من أشلائه ويلعب أيمن نور منذ هروبه إلى خارج مصر دور عراب الجماعة لدى التيارات المدنية و سمسار مبادرات الصلح الهادفة للتغطية على انقسامات الخارج فهو مالك قناة الشرق أحد الأذرع الإعلامية للجماعة في تركيا والمسئول عن طرح مبادرات المصالحة وجمع التنظيم المتطرف بتيارات أخرى هاربة مستخدما تصنيفا سياسيا مختلفا عن الجماعة لكونه علمانيا ويقدم نفسه على أنه ليبرالية .
وخلال الست سنوات الماضية طرح نور حوالي ست مبادرات تحت أسماء مختلفة قام الإعلام القطري والإخواني بتسويقها إعلاميا وجاءت في توقيتات تتزامن مع اشتداد حالة الانقسام بين أجنحة اسطنبول والدولة أو الهروب من الأزمات الداخلية التي تعصف بالتنظيم منذ اسقاط حكمة في مصر، ورغم فشلها المتكرر إلا أنه يعود ليطرح نفس الأفكار بصيغ مختلفة ليعطي انطباعا بان تنظيم الإخوان لم ينتهي.
مبادرة لم الشمل
في عام ۲۰14 كان التنظيم الدولى يتحرك دوليا من اجل وقف الانتخابات الرئاسية الأولى في مصر بعد ثورة .۳ يونيو وتكرار المشهد السوري بطرح مبادرات من الخارج تستهدف الدعم الدولي للحراك الإخواني وخلال اجتماع عقده القيادي الإخواني “أنس التكريتي” في بروكسل العاصمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي، دفعت الجماعة بأيمن نور للمشاركة في الاجتماع حتى لا تقتصر المشاركة على التيارات الإسلامية فقط و طرح نور مباردة بعنوان “لم شمل الصف الثوري” أو “مبادرة النقاط العشر”، ولكن المبادرة فشلت في الحصول على أي دعم دولي حتى أن أطراف داخل الجماعة هاجمتها لأنها لم تتحدث بوضوح وقتها عن عودة مرسى للحكم.
الدفاع عن ثورات الإخوان
في عام 2015 سافر نور إلى فرنسا للقاء المنصف المرزوقي وتوكل كرمان والعمل على تشكيل كيان سياسی باسم “المجلس الوطني للدفاع عن الثورات” وهو كيان كانت تريد به الجماعة تحصين تواجدها في السلطة في دول ما أطلق عليه الربيع العربي وقدم نور عقب الاجتماع مبادرة للمصالحة بين الدولة والإخوان من خلال ما أسماه بالحوار الوطني لحل الأزمة في مصر.
ميثاق الشرف الثوری
اهتم التنظيم الدولي بمحاولة صنع اصطفاف وطني خلف الإخوان وأن تظهر أصوات من خارج التيار الإسلامي الدعم الجماعة الإرهابية وكلف أيمن نور بأداء تلك المهمة باعتباره أحد وجوه PO يناير ولديه علاقات قوية بتنظيم مثل 7 ابريل وشباب الثورة فقدم نور في ۲۰11 مبادرة جديدة تحت عنوان “وثيقة ميثاق الشرف الثوري” وطرحها للتوقيع بهدف توحيد معارضة الداخل مع الإخوان في الخارج عبر طرح افكار يشترك فيها الجميع. والحقيقة أن نور كان يسعى لوقف حملات تخوين الإخوان من جانب القوى الأخرى وبناء مشهد لاصطفاف عناصر من داخل وخارج الإخوان حيث وقع عليها محمود حسين أمين عام الإخوان وحسن نافعة أستاذ العلوم السياسية و الناشط حازم عبد العظيم ورامي جان ونفين ملك وغيرهم. وكشف رامي جان عقب عودته لمصر الكثير من الأسرار عن تحركات أيمن نور وعلاقته بالإخوان والتمويل القطري القناة الشرق وتحكم المخابرات التركية في المحتوى المذاع عبرها فضلا عن انهيار قدرته على حشد عناصر الإخوان في إسطنبول بعدما طرد عدد كبير من العاملين بقناته وهو ما جعله شخصية مكروهة لدى الكثير من العناصر الهاربة في إسطنبول.
التخلي عن مرسی
في عام ۲۰۱۷ تحرك نور إلى تأسيس ما أطلق عليه “الجبهة الوطنية المصرية” بسويسرا في ذكرى فض اعتصام رابعة المسلح وطرح عبره مبادرة للتخلي عن فكرة عودة مرسى باعتباره سبب الأزمة مقابل توحيد صف التيارات المدنية خلف الإخوان. إلا أن الجبهة تعرضت لانتقادات عنيفة من كيان إخواني آخر وهو المجلس الثوري المصري ومركزه لندن ويضح في عضويته جماعة الإخوان المسلمين وعناصر أخرى والذي رفض تماما أي افكار لا تتضمن عودة مرسى للحكم وطرح نور مبادرة بعنوان “مع بعض نقدر ” و يناير يجمعنا”، قبل أيام قليلة من ذكري 20 يناير لتوحيد العمل بين جبهات المعارضة في الخارج وهو ما رفضته أطراف إخوانية مثل وليد شرابي أحد أعضاء المجلس الثوري و الذي وصف نور بإنه ثوري مزيف وقال أنه هرب للخارج متسلقا على ظهر الشرعية للهروب من محاكمته أما عمرو عبد الهادي أحد حلفاء الإخوان والمقيم في الدوحة فقد فتح النار على أيمن نور ووصف المجلس الجديد بأنه كيان خائن فاشل ينضم لحوالي ۱۷۶ محاولة فاشلة من جانب شخصيات من عينة أيمن نور وطارق الزمر و التي لا تحقق نتائج على أرض الواقع، ولا تجد من يلتف حولها .
أزمة قناة الشرق
في أبريل عام ۲۰۱۸ طفت على السطح أزمة العاملين في قناة الشرق وقيام أيمن نور بفصل عدد كبير منهم وسط حديث عن أزمة مالية، وظهر مقطع مسرب لمعتز مطر مذيع قناة الشرق يدافع عن قرارات تور ويقول أنها تأخرت كثيرا، وقام العاملين في القناة بالاعتصام داخل مقرها بإسطنبول ومنعوا العمل بداخلها ثم قام نور بالاستعانة بالشرطة التركية للاعتداء على المعتصمين من العاملين وطردهم لخارجها حتى يعود العمل وتزامن ذلك مع سيطرة عزمي بشارة على قناة العربي الجديد في لندن وطرد مؤسسها الإخواني إسلام لطفي بعد اتهامه باختلاس أموال القناة التي تبلغ ميزانيتها السنوية 10 مليون جنية إسترليني، بينما اعتبر لطفی ها حدث أنها مؤامرة على القناة الوليدة مشيرا إلى تلقيه تهديدا بإنهاء إقامته في لندن إذا رفض تلك التغييرات.
مبادرة لتعطيل التعديلات الدستورية
حاول أيمن نور مع عدد من قيادات الإخوان تعطيل مشهد التعديلات الدستورية عام ۲۰۱۹ عبر طرح مبادرة الدستور خط أحمر لرفض التعديلات الدستورية ومحاولة صنع جسر جديد بين الإخوان والشخصيات التي أعلنت رفضها للتعديلات داخل وخارج مصر. وعقب انتهاء الاستفتاء الشعبي بالموافقة على التعديلات غير نور من مسمی الحملة إلى مبادرة الحوار الوطني لإنقاذ مصر، وتحدث عن مشاركة .. شخصية عامة في المبادرة وكان من بين الأسماء التي أعلن عنها نور الدكتور عمرو حمزاوي وحسام بدراوي وعمار على حسن والدكتور حازم حسنى وزياد بهاء الدين وعبد العظيم حماد وجورج اسحاق الذي وصفها بالحوار الهزلي المرفوض شكلا وموضوعة وأسماء أخرى كلها نفت معرفتها بالمبادرة أو موافقتها على الانضمام لأي مبادرة وبعضهم اتهم أيمن نور بالتزوير والتدليس على الرأي العام .
احتواء ثورة شباب الجماعة
كان الحديث عن شراء القيادي محمود حسين ونجله لعقارات وسيارت فارهة بأموال الجماعة القشة التي قصمت ظهر البعير بين الشباب والشيوخ داخل الجماعة حيث صاحبت تلك التسريبات موجة غضب هائلة من الشباب تجاه القيادات خاصة مع الحديث عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها شباب الجماعة في تركيا، وحاول نور الدفاع عن الجماعة ووقف الصدام والانشقاق الذي ربما يهدد التنظيم بالانهيار ويحيى الأمل مرة أخرى في نفوس الهاربين للعودة إلى مصر. بدأت خطوات نور بالإعلان عبر حملة “اطمن أنت مش لوحدك” لإقناع العناصر الهاربة أن الامور تتحرك في مصر وأن الناس ستتحرك، ثم جاء الإعلان عن انضمام عصام حجي المستشار الرئاسي السابق للحملة وتصويره مع محمد ناصر ومعتز مطر ليكون مفاجأة الحملة بالإشارة إلى استقطاب شرائح جديدة من المجتمع المصري، خاصة من المؤيدين سابقا لثورة 30 يونيو. وكان لفشل الحملة أثر ضار على شباب الجماعة ومناصريها في الخارج، إلى أن وجد نور ضالته في التعاون مع المقاول الهارب “محمد علي” وهي العلاقة التي اعترف بها المقاول الهارب نفسه بحديثه عن سيطرة نور على صفحته الشخصية وما ينشر عليها كاشفا عن العلاقة بينه وبين التنظيم، ثم جاء تسريب لمحادثه بين محمد علی و الإخواني “ياسر العمدة” ليكشف عن حجم الصراع بين نور والإخوان في تركيا حيث حذر العمدة المقاول الهارب من ايمن نور الذي يتعامل مع الوضع القائم في مصر على أنه “سبوبة” و أن الإعلاميين الذين يعملون في قنوات “وطن ومكملين والشرق” يتقاضون مليون دولار شهريا، هذا إضافة إلى تمويلهم بمليار جنيه خلال خمس سنوات الإسقاط النظام في مصر ولكنهم فشلوا. | وحينما سأل على عن مصدر تمويل الإخوان في قطر، أكد العمدة، أن قطر ترسل إليهم الأموال من خلال شخص يسمى “أبو دية” فلسطيني الأصل ولكنه إنجليزي الجنسية وشهرته “أبو عامر” .
وبحسب تسريبات أخرى بين مدير مكتب نور واليوتيوبر الإخواني عبد الله الشريف طالبه فيه بأن يروج لما يقوله محمد علي عن القصور الرئاسية واستراحة المعمورة في كل مكان على السوشيال ميديا باعتبارها فرصة لا تعوض لإثارة الناس ضد الدولة.
وفاة مرسی و عصام العريان
أصيبت قواعد الإخوان بصدمة عنيفة مع الإعلان عن وفاة محمد مرسي والقيادي الإخواني عصام العريان، واعتبر عدد كبير بانها نهاية لافته الشرعية وانهيار ما تبقى التنظيم في السجون، وعلى هذا الأساس تحرك نور لانقاذ الموقف ومحاولة رأب الصدع داخل التنظيم بالإعلان عن مبادرة جديدة لتوحيد ما أطلق عليه الجماعة الوطنية معترفا بأنها جسد مشتت بسبب الخلافات الداخلية دون أن يذكر أنه جزء من أسباب ذلك الخلاف. وتحركت الجماعة لتؤيد المبادرة الجديدة بواسطة “إبراهيم منير” نائب المرشد العام لجماعة الإخوان وتثني على دعوته لإنشاء هيئة عليا للمعارضة تمثل كافة الكيانات القائمة. واعترف نور في مبادرته الجديدة بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين على فكرة دمج الكيانات الموجودة في الخارج في كيان واحد وكان من اللافت رفض المكتب التنفيذي للمجلس الثوري المصري التعليق على دعوة أيمن نور وظهور أسامة رشدي المستشار السياسي لحزب البناء والتنمية ليؤكد أن دعوة نور تسعى لإيجاد منبر تنسيقي يجمع كل التيارات الممثلة للمعارضة، مما يشبه المكتب السياسي للمعارضة في الخارج .
التحليل العام
• لا تختلف مبادرة نور الأخيرة عن باقي المبادرات في سعيها لتوحيد الجبهات والكيانات التي انشأها الإخوان في الخارج لتهدئه حده الانقسام مع تقديم تنازلات ربما تتعارض مع ثوابت الجماعة بالتفافها خلف شخص إنتهازي مثل نور، وهو ما يشير حجم التحدي الذي يواجه الجماعة في محاولاتها الى لملمة شتاتها بعد الضربات الموجعة التي تعرضت لها.
• تبحث الجماعة عبر هذه المبادرة عن ثغرة جديدة للنفاذ منها للداخل والعودة الى مصر بعد أن ضاقت بالجماعة وحلفائها سبل الإقامة في الخارج ولم تعد مجدية فضلا عن إصابة تحالف دعم الشرعية بالترهل، وتحللت غالبية القوى المشاركة فيه أو انسحبت منه ولم يعد هناك صوت يعبر عن الإخوان في الداخل.
كما تتزامن تلك الدعوات مع رغبة نور بالاحتفاظ بدوره داخل الجماعة بعدما اهتزت صورته لتكرار الفشل وعدم جدوى ما يقدمه على قناة الشرق وغيرها، ورهانه الشخصي على الدور الأمريكي في دعم أي حراك تقوده الجماعة على غرار ما حدث في 20 يناير 2011 إذا ما فاز بالرئاسة الأمريكية جو بايدن نائب باراك أوباما الذي قدم دعما كبيرا للإخوان للوصول الى السلطة خلال أحداث الربيع العربي.
يحاول نور والتنظيم الدولي للإخوان انقاذ ما تبقى من الجماعة في مصر بتحرك مبني على تحركات فاشلة سابقة نظرا لتجاوز الاوضاع في مصر لتلك المرحلة واستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية وبناء الهيئات التشريعية بمشاركة عناصر معارضة، فضلا عن وجود قرار جمعي للشعب المصري بضرورة استئصال أفكار تلك الجماعة المتطرفة من المجتمع بعدما اتضح وقفوها خلف كل عمليات القتل والاغتيالات التي صاحبت ثورة 30 يونيو واكتشاف دورهم الوظيفي في هدم الدول وتبعيتهم للمشروع الاستعماري التركي الذي يسعى لتهديد ثروات مصر في غاز المتوسط .