تعرف عن قرب على الأذرع الإعلامية القطرية … مصر دوما هي الهدف
• كعادتها في مطلع كل عام، تجتهد الجزيرة القطرية بكافة روافدها، ومعها مؤسسات ومواقع وقنوات أخرى ممولة قطرية، لمحاولة التأثير على الداخل المصري تزامنا مع ذكرى ثورة يناير 2011. الجديد في المحاولات القطرية هذا العام، أن هامش حركتها بات محدودة جدة، بسبب استقرار الأوضاع الداخلية في مصر، وتماسك موقف القاهرة على كافة الجبهات الدبلوماسية والسياسية في محيطها الإقليمي والدولي.
• الجزيرة القطرية في الذكرى التاسعة لثورة يناير هذا العام, جاءت بمحتوى مكرر ومستهلك, تم تناوله خلال السنوات الماضي، لكن كان واضحا أن معد التقرير الذي عرض عليها، حاول تبديد صورة الاستقرار الذي تعيشه مصر الآن، بالادعاء ان هذا الاستقرار (زائف)، وأنه يتم كسر (جدار الخوف) بشكل تدريجي، وفي هذا الأسلوب اعتراف ضمني بعدم وجود أرضية واضحة يتم على أساسها حشد الناس للتظاهر وهو عكس ما كان عليه الوضع في السنوات السابقة التي كانت الجزيرة فيها تبث مقاطع مصورة للتظاهرات في بعض القرى والأقاليم المصرية للتدليل على أن الثورة مستورة).
• تقرير الجزيرة إرتكز بشكل رئيسي على ظاهرة المقاول الهارب (محمد علي)، الذي لم تجد لها أي تأثير يستحق ذكره، سوى التظاهرات المحدودة التي حدثت في ثلاث مدن مصرية في سبتمبر الماضي. وقد تجاهلت في هذا التناول، التفاصيل الأخيرة التي نشرها المقاول، حول التمويل القطري الذي تتلقاه قنوات تابعة لجماعة الإخوان، وعلى رأسها قناة (الشرق)، وهي تفاصيل ترافقت مع تساؤلات عدد من (أقطاب المعارضة، ومنهم الناشط وائل غنيم، عن التمويل القطري والتركي الذي تتلقاه قنوات الإخوان، وأهداف هذا التمويل وغاياته.
الجزيرة … أداة قطرية لدعم التطرف
. بغض النظر عن التوجهات الأيدولوجية للنظام القطري القائم. واستخدامه لمؤسسة الجزيرة كذراع إعلامية لدعم جماعة الإخوان أيا كان مكان تواجدها, أو مستوى تموضعها الحالي في كل بلد من البلدان العربية. يمكننا أن نعتبر أن التوجه القطري في هذا الدعم, نابع بشكل أكثر من خشية النظام الحاكم من تداعيات أي نشاط سياسي لهذه الجماعة على أراضيه، وبالتالي يدعم توجهاتهم في الدول الأخرى لتجنب هذه التداعيات من جهة، ومن جهة أخرى تأمين مظلة نفوذ شعبوي وفصائلي تخدم توجهاته.
“راشيز تقرير سابق للجزيرة عن أيمن الظواهري وانتقاده لداعش”
. هذا المنهج جعل النظام القطري يجنح إلى دعم جهات مصنفة بشكل دولي كمنظمات إرهابية من بينها جماعة طالبان الأفغانية. فقد كان لقناة الجزيرة دور أساسي ومهم، في تصدير صورة إيجابية لهذه الجماعة، ولتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، الذي استضافته القناة بمعقله الأفغاني في ديسمبر 1996، لتكون وسيلة الإعلام الوحيدة التي تتمكن من التواصل معه على هذا المستوى، ودأبت كذلك على نشر كافة التسجيلات المصورة التي نشرها التنظيم له ولمساعده أيمن الظواهري، خلال الفترة ما بين عامي 2001 2009g، بشكل وفر لهم مظلة تعاطف شعبي كبيرة, خاصة في الفترة التي سبقت أحداث سبتمبر 2001. ناهيك عن عشرات البرامج الوثائقية التي تناولت حكم حركة طالبان في أفغانستان، وصورت تنظيم القاعدة بصورة إيجابية شعبوية، كحركة مقاومة للهيمنة الأمريكية.
حتی في وقتنا الحالي، تحتفظ حركة طالبان الأفغانية بمكاتب وتمثيل في قطر، وتقوم قطر بدور الوسيط بينها وبين الولايات المتحدة وهو دور تقوم به قطر مع جماعات إرهابية أخرى، خاصة في العراق.
في الملف السوري، أستخدمت قطر مؤسسة الجزيرة لتسويق التنظيمات المتطرفة الموجودة على الأرض السورية في صورة ثوار يعملون من أجل الديموقراطية والحرية، وهذا الإستخدام كان شاملة لكل الفصائل المسلحة دون استثناء، بداية من ما يسمى (الجيش الحر)، مرورا بالفصائل التي كان غالبية مقاتليها من الأجانب، وصولا إلى تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي، حيث كانت الجزيرة هي وسيلة الإعلام الوحيدة التي حاورت في مناسبتين، زعيم التنظيم (أبو محمد الجولاني)، وكذلك بثت القناة عشرات التقارير من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة إدلب شمالي سوريا.
. إصرار شبكة الجزيرة ومن خلفها قطر على تسمية تنظيم داعش الإرهابي، بإسم (تنظيم الدولة
الإسلامية)، في كافة التناولات الإخبارية والصحفية، كان مؤشرا إضافية على المحاولات القطرية الحثيثة التجميل صورة هذا التنظيم، وتقديمه في صورة يكون لها قبول شعبي، بعد أن ألتصق بالتسمية الأساسية (داعش)، كافة الجرائم التي ارتكبها التنظيم. تناول الشبكة لأخبار هذا التنظيم، كان يحمل في طياته محاولات لتصويره على أنه (فصيل عراقي مسلح من فصائل المقاومة العراقية)، واحتفت بالتقدمات الميدانية لم، خاصة سيطرته على مدينة الموصل العراقية في يونيو 2014. وقد كانت الجزيرة هي وسيلة الإعلام الأولى التي دخلت إلى المدينة وقامت بالتصوير داخلها عقب سيطرة التنظيم الإرهابي عليها.
• في الملف الليبي، تستخدم قطر شبكة الجزيرة في تطوير العمليات الجارية حاليا في طرابلس، بصورة
مجافية للواقع من خلالها تحاول الإيحاء أن هجوم الجيش الوطني الليبي فشل في السيطرة على العاصمة وتسلط الضوء كذلك على ما تراه دعما عربية لقوات الجيش الوطني، دون أن تنقل في المقابل الدور المدمر لتركيا في خرق حظر السلاح المفروض على ليبيا، وإرسالها لمئات الهرتزقة من سوريا إلى ليبيا.
الأذرع الإعلامية القطرية … أدوات سياسية بعيدة عن الموضوعية والمهنية
في الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو عام 2013، بدأت قطر في تنفيذ استراتيجية إعلامية وصحفية موجهة بشكل عام ضد رباعي المقاطعة العربي، وبشكل خاص ضد مصر والنظام الحاكم فيها، هذه الاستراتيجية ارتكزت على اتجاهين:
- المواقع الإخبارية الغير تقليدية 2. المراكز البحثية والمنتديات
المواقع الإخبارية الغير تقليدية كان لشبكة الجزيرة خلال السنوات السابقة لثورة يناير تجربة في تكوين مواقع إخبارية لا تتسم بالشكل التقليدي المتعارف عليه للمواقع من هذا النوع، بل تتسم بسمات اخرى منها عدم التقيد بالخطوط التحريرية أو المحاذير المهنية، ناهيك عن أن كادر هذه المواقع يكون في أغلبه من الشباب، عديمي الخبرة السابقة في المجال الصحفي. أهم هذه التجارب كان موقع الجزيرة توك الذي تم إفتتاحه عام 2006، ونشط بكل كبير قبيل وأثناء ثورة يناير، إلى أن تم إغلاقه عام 2015. لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة قامت فيها إدارة الجزيرة بإنشاء وتمويل، عشرات المواقع الإخبارية والشبابية التي تتخذ الخط التحريري للجزيرة مع تركيز أكبر على الإنتاجات التي قد يتفاعل معها رواد وسائل التواصل الاجتماعي من هذه المواقع نذكر مثل:
عربي 21
يرأس تحريره الباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبو هلال، وهو ضيف دائم على قناة الجزيرة، وله تغريدة شهيرة أعترف فيها بتلقي موقعه لتمويل قطري، في تغطية هذا الموقع لذكرى ثورة يناير تحدث في تقرير تم نشرة اليوم، عن حراك إلكتروني يسبق التظاهرات)، قام فيه بتغطية موجزة للوسوم الداعية إلى التظاهر في مصر، والتي أعاد نشرها عدد من موظفي الجزيرة، من بينهم الصحفي أسعد طه.
العربي الجديد
موقع وصحيفة أسسهما عام 2014، الفلسطيني عزمي بشارة بتمويل ودعم قطري، انطلاقا من العاصمة البريطانية لندن، وقد تم إيقاف تداولها في عدد من البلدان العربية من بينها لبنان وفلسطين. تقرير هذا الموقع في ذكرى ثورة يناير ركز أيضا على ما يراه (توتر وارتباك)، تسببت به التفاصيل التي تحدث عنها المقاول خلال الشهور الماضية، وحاول الموقع عبر هذا التقرير الإيحاء أن المشهد العام في مصر يسوده الارتباك بسبب هذه التفاصيل، خاصة في ما يتعلق بالمشهد الإعلامي. وفي هذا تصويب على الإعلام المصري، الذي تحاول قطر في هذه المرحلة استباق عملية إعادة النظر فيه وفي محتواه.
عربي بوست
وهو موقع يعد نموذجا للفشل القطري في استغلال العلامات التجارية الصحفية العالمية من أجل الترويج لسياستها في المنطقة، فقد أنطلق هذا الموقع تحت اسم (هافينغتون بوست عربي) في يوليو 2015، على أساس أن يكون النسخة العربية من الموقع الإخباري (هافينغتون بوست) الا انه تم ايقاف هذه النسخة في مارس 2018، وإعادة تسمية الموقع باسم جديد هو (عربي بوست). أسس هذا الموقع كل من وضاح خنفر المدير العام الأسبق لشبكة الجزيرة، بمعاونة الصحفي أنس فودة، رئيس التحرير الأسبق لموقع شبكة (أم بي سي) العربية.
نون بوست:
ساسة بوست: موقعين لهما نفس الشكل الذي كان عليه موقع الجزيرة توك. موقع ساسة بوست أنطلق عام 2014. وتكن كادره بشكل شبه رئيسي من شباب ينتموا لجماعة الإخوان المسلمين، لكن يلاحظ هنا أن محتواه وشكل المواد المقدمة فيه أفضل بشكل عام من بقية المواقع المماثلة.
ميدل إيست أي
إنطلق في أبريل 2014 ليكون الواجهة الإنجليزية للمجهود الصحفي القطري، وقد كشفت مؤسسة (ماعت) الحقوقية تفاصيل وافية حول الارتباطات المالية والإدارية بين هذا الموقع والحكومة القطرية.
المراكز البحثية والمنتديات بالتزامن مع أذرعها الإعلامية نسجت قطر شبكة من المنتديات والتراكز البحثية لدعم مجهودها الإعلامي، ونشر أفكارها وتوجهاتها في الأوساط الأكاديمية والبحثية. من هذه المراكز
منتدى الشرق
أسسه المدير العام الأسبق لشبكة الجزيرة وضاح خنفر في يناير 2012، وهو مظلة فكرية لمجموعة من الشخصيات المعتنقة لأفكار الإسلام السياسي، ويتم عقده بشكل سنوي.
مركز بروكينجز
من أبرز مراكز الدراسات والأبحاث الأجنبية التي تمولها قطر، حيث أنفق على عمليات تأسيسه بالعاصمة الدوحة نحو 15 مليون دولار، وذلك بهدف أساسي وهو محاولة التأثير على صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، مستغلة في ذلك المصداقية التي تتمتع بها بعض الشخصيات المحسوبة على المركز. كما أن هذا المركز يوفر لكافة الروافد الإعلامية التابعة لشبكة الجزيرة، فرص لا محدودة الاستضافة شخصيات غربية, تعطي لتغطياتها صبغة مهنية وغير متحيزة.
المركز العربي:
وهو تابع لمؤسسة العربي) الإعلامية التي يديرها عزمي بشارة. وهو متخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، ويعتبر ذراع قطرية أساسية لانتقاد الجيوش والمؤسسات العسكرية العربية بجانب تناوله للشئون الاجتماعية والمعيشية للدول العربية التي تستهدفها الجزيرة وقطر.
أكاديمية التغيير: تأسست عام 2006 في العاصمة البريطانية، ثم انتقلت إلى العاصمة القطرية، وتستعين بها مؤسسة الجزيرة في تدريب النشطاء الشباب، على أساليب تغيير الأنظمة الحاكمة ومواجهتها.
مركز “الجزيرة” للحريات العامة وحقوق الإنسان
أسسته شبكة الجزيرة كمركز حقوقي اسما لكنه فعلية مخصص لإبراز قضايا المعتقلين من جماعة الإخوان في الدول العربية، وكذلك موظفي الجزيرة الذين قد يتعرضون إلى مضايقات أمنية.