تحت المجهرتحقيقات

“العربي الحديث” يكشف بالدلائل الفضائح المالية لقيادات التنظيم الإرهابي

شهدت جماعة الإخوان الإرهابية أزمة كبيرة مؤخرا عقب تسريب عناصر إخوانية موالية الجبهة “الكماليون”, تسجيلا لعضو مجلس شورى جماعة الإخوان، أمير بسام، والهارب حاليأ خارج مصر، كشف فيه حجم المخالفات المالية داخل تنظيم الإخوان المصريين الهاربين إلى تركيا. فقد كشف التسجيل عن فضائح مالية واختلاسات بين قيادات الإخوان الفارين إلى تركيا . وقال القيادي الإخواني إن القيادات تستولي على أموال الجماعة وأموال التبرعات.

وتشتري عقارات وشققا سكنية فخمة بأسمائهم وأسماء أبنائهم سواء في تركيا أو في غيرها، مؤكدة أنه يدين بالولاء للقائم بأعمال المرشد محمود عزت ولمحمد بديع مرشد عام الجماعة, رافضة الاعتراف بمحمود حسين وإبراهيم منير. ومن ثم يثير هذا التسريب تساؤلات همة حول مصادر تمويل جماعة الإخوان، ودلالات هذا التسجيل، وكيفية تعاملت جماعة الإخوان المسلمين معه.مصادر تمويل الإخوان المسلمين تنوعت مصادر التمويل التي يمكن الوقوف عليها في العناصر التالي:

  • اشتراكات الأعضاء: تعتمد الجماعة على اشتراكات الأعضاء، حيث يفرض اشتراكشهري بحوالي 8 % من دخل الفرد هذا فضلا عن اشتراكات أعضاء التنظيم الدولي للإخوان بالخارج.
  • تبرعات الأفراد والمؤسسات: يعتبر هذا المصدر من المصادر المهمة للتمويلحيث يتم الإعتماد على التمويل الخارجي من قبل الأفراد الأجانب المتعاطفين مع الإخوان داخل أوروبا، أو من خلال المصريين والعرب الذين يعملون بالخارج. وقد عمدت الجماعة في الخارج على على إنشاء منظمات تطوعية بهدف جمع التبرعات من المؤيدين زاعمة نشر الوعي بالدين الإسلامي أموال الزكاة: تشير بعض الدراسات الى أن حصيلة الزكاة المجمعة من أعضاء التنظيم والمتعاطفين معه تتوزع ما بين حصيلة أعضاء التنظيم داخل مصر 188, 1 مليون جنيه سنوية، وبين حصيلة أعضاء التنظيم في العالم العربي 125, 0 مليون جنيه سنوية, كذلك بين حصيلة من أعضاء ومتعاطفين في أوروبا ودول الغرب 790 مليون دولار. وبالتالي، فإن مجموع حصيلة الزكاة من أعضاء التنظيم والمتعاطفين معه حتى عام 2012 ووفقا لسعر الصرف وقتها بلغ 5 ملياراتجنيه.
  • المساعدات الخارجية: يعتمد جزء كبير من تمويل الإخوان بدعم من بعضالحكومات الأجنبية وتعتبر قطر وتركيا من أكبر الدول الداعمة للإخوان، وظهر ذلك جلا في دعمها لحكم الإخوان بعد ثورة يناير إلا أن اعتلت السلطة قبل سقوط التنظيم في 30 يونيو 2013.
  • المشروعات الاستثمارية: قامت جماعة الإخوان على استثمار أموالها منذالسبعينيات في إنشاء الكثير من الشركات داخل مصر وخارجها، إلى جانب تدعيم رجال الأعمال وكبار التجار، ما منح الجماعة قاعدة اقتصادية كبرى.وفي سياق متصل، قدم الصحفي الأمريكي فرح دوجلاس، الذي عمل في السابق مديرا لمكتب صحيفة “واشنطن بوست” في غرب إفريقيا، وهو يشغل حاليا منصب مدير مركز “إي إي إي”، تقرير تحت عنوان “اكتشاف جزء صغير من إمبراطورية شركات الأوف شور لجماعة الإخوان المسلمين الدولية”, يتناول فيه مصادر تمويل الإخوان المسلمين . أشار دوجلاس في تقريره إلي أن الإخوان المسلمين نجحوا بالتوازي مع بداية ظاهرة البنوك الإسلامية الحديثة التي عرفها العالم في بداية الثمانينيات من القرن الماضي في بناء هيكل متين من شركات “الأوف شور”، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من قدرتها علي إخفاء ونقل الأموال حول العالم، فهي شركات يتم تأسيسها في دولة أخري غير الدولة التي تمارس فيها نشاطها وتتمتع هذه الشركات بغموض كبير يجعلها بعيدة عن الرقابة وهو ما جعلها تنجح في لفت أنظار أجهزة المخابرات والمنظمات القانونية التي تطارد هياكل تمويل الإرهاب في كل أنحاء العالم. وقد خضعت بنوك الأوف شور في جزر البهاما لتحقيقات سريعة بعد أحداث 11 سبتمبر حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن بنكي التقوي وأكيدا الدولي، متورطان في تمويل عدد من الجماعات الإرهابية من بينها جبهة الخلاص الإسلامية والجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر بالإضافة إلى تنظيم القاعدة.
    دلالات عديد
  • أثار التسريب الأخير عدد من الدلالات التي يمكن تناولها فيما يلي::
  • خلافات داخلية : كشفت التسريبات عن حجم الخلافات داخل جماعة الإخوانالإرهابية وبخاصة بين القيادات الكبيرة في الجماعة التي تقدم نفسها على أساس أنها “قدوة” للشباب لا سيما أن التسريب جاء فيه اعتراف من قيادي الجماعة بأنه لا يعترف بتلك القيادات التي تستولي على الأموال، ويدين فقط بالولاء لصالح آخرين من قيادات الجماعة على رأسهم إبراهيم منيل، مما يؤكد على حجم الصدع الذي تعاني منه الجماعة. ناهيك عن إن الخلافات داخل الإخوان لم تعد بين فصيل يمثل الحرس القديم، وآخر يمثل جيل الشباب الذي يميل للتصعيد والذي تلقى ضربة موجعة بعد مقتل القيادي “محمد كمال” . لكن الخلافات حاليا باتت داخل فصيل الحرس القديم نفسه.”
  • • استغلال الشباب: يأتي هذا التسريب في الوقت الذي كشف فيه تقرير صادر عنموقع “كلاريون بروجكت” في ديسمبر الماضي عن أن جماعة الإخوان الإرهابية توسعت في عدد من الدول الأوروبية بهدف جمع تبرعات مالية تحت شعار “دعم شباب الجماعة. على صعيد آخر، تتصاعد المصاعب المعيشية لشباب الإخوان في تركيا، والذين يعانون حاليا للحصول على إعانات شهرية هزيلة من قيادة التنظيم في وقت ترك الكثير منهم أعماله في تركيا لأسباب مختلفة إذ يتعرض شباب الإخوان في تركيا لضغوط حياتية شديدة بعد أن خدعتهم الجماعة بترك مصروأصبح الكبار من القيادات يسكنون القصور والشباب يقيمون في الجحور.
  • ليست المرة الأولى: لم تكن رسالة أمير بسام، حول فضائح الاختلاسات الماليةداخل التنظيم الإخواني، هي الأولى من نوعها، لكن سبقها رسالة أخرى نشرهار تحدث فيها عن ضرورة محاسبة قيادات مكتب الإخوان المصريين الهاربين في تركيا، حول قضية إنفاق أموال الجماعة والمخصصات المالية التي يتقاضونها مقابل التفرغ، ومصاريف السفر والإقامة في الفنادق، وامتلاك بعض شقق سكنية فاخرة بأسمائهم في تركيا.كيف تعاملت الجماعة الإخوان المسلمين؟ اتخذت الجماعة ثلاثة آليات في تعاملها مع هذا التسريب، ويمكن الإشارة إلى هذه الأليات في النقاط التالية:
  • الإنكار: اتبعت الجماعة الإرهابية إستراتيجية الإنكار في تعاملها مع الموقف إذ ردتجماعة الإخوان على التسريب الصوتي الذي كشف فضائح واختلاسات مالية لعدد من قادة إخوان مصر في تركيا، وقالت في بيان صدر عنها السبت, “أن تسريبات أمير بسام مليئة باتهامات خطيرة ومتنوعة, تطعن في العدالة وتقدح في الذمة لعدد من قادة الجماعة” كما ذكرت الجماعة أن التسريبات احتوت على نقد شديد وجارح الكثير من رموز وكيانات الجماعة دون تقديم أية أدلة أو براهين أو بيانات أو إثباتاتوفق زعمها. وقد أكدت مصادر مختلفة، أن الواقعة جرت منذ سنوات مضيفة أن مجلس شوری الجماعة في تركيا وبحضور عضو في التنظيم الدولي للإخوان في لندن، و30 قياديا من قادة إخوان مصر، قام بالتحقيق مع قادة الجماعة المتورطين في الاختلاسات وأكد تورطهم، غير أن المفاجأة | أنه عقب التحقيق مع قادة الجماعة تم حل المجلس، ولم يعرف أحد من عناصر الإخوان، أو قيادات الجماعة سبب ذلك, وبالتالي ألغيت نتائج التحقيق، وتوقفت ملاحقة القادة المتورطين في الاختلاسات حتى عاد أمير بسام القيادي بالجماعة وكشف عنها مجددا في التسريب الصوتي.
  • احتواء الموقف: ذكرت مصادر مختلفة أن اتصالات مكثفة جرت خلال الساعاتالماضية بين أحمد عبد العزيز المستشار السابق للرئيس المعزول محمد مرسي، ومحمود حسين أمين عام الجماعة الهارب لتركيا والمتورط في الاختلاسات من أجل احتواء الموقف وإعادة الأموال المنهوبة, ومحاولة تهدئة غضب عناصر وشباب الجماعة المقيمين في تركيا منعا لصدور أي تسريبات جديدة قد تفقد ثقة شباب الجماعة في قياداتهم ومنع أي انقسامات قد تعصف بالجماعة.وكتب عبد العزيز على حسابه في فيسبوك : “توجهت بسؤال مباشر إلى الدكتور محمود حسين وسألته: “ما صحة ما ينشر على مواقع التواصل بشأن تلك البناية التي تم توزيع شققها على النحو التالي: شقتان لك.. شقة للأستاذ إبراهيم منير.شقة للأستاذ محمد البحيري .. شقة للأستاذ محمود الإبياري”. وأشار عبد العزيز إلى أن رده كان :”غير صحيح، واسأل شورى تركيا منذ أربع سنوات” .كذلك قام عدد من قادة الجماعة في قطر وماليزيا أجروا اتصالات مع محمود حسين وقادة الجماعة في تركيا الضخ أموال جديدة للجماعة في تركيا من أجل زيادة المبالغ الشهرية المقررة كمعونات لشباب الجماعة, وتسكينهم في شقق لائقة وتوفير فرص عمل لهم فيما ذكرت المصادر أن المبالغ التي سيتم ضخها ستكون تحت إشراف ورقابة مباشرة من قادة التنظيم الدولي في لندن.
  • تجاهل الأذرع الإعلامية : تجاهلت الألة الإعلامية للجماعة الإرهابية ما تم تسريبهحيث أن تجاهل قنوات الإرهابية بالخارج لكل ما من شأنه أن يكشف عن حقيقة أنشطة العصابة الإجرامية ونقائص مجرميها والتغطية على تلك الجرائم، يعد أسلوبا تكتيكيا من إستراتيجيات التنظيم الإرهابي الذي دائما يتنصل من أخطائه وجرائمه التي تشكل العمود الفقري لأنشطته الكلية.

مجمل القول، إن الحقائق عن جماعة الإخوان الإرهابية تنكشف يوقا بعد يوم لتؤكد زيف ادعائهم بأنها جماعة تعمل لصالح “الدين”، فقد كشفت التسريبات لقيادي من الجماعة هارب إلى تركيا، عن حجم السرقات والاختلاسات المالية بين قيادات الجماعة الموجودين هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى