لا يزال تنظيم الإخوان الإرهابي يعاني من تبعات الضربة الأمنية المصرية التي أفضت إلى توقيف محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم ، حيث صدر بيان يعلن تولى إبراهيم منير منصب المرشد العام دون اللجوء إلى الترتيبات الداخلية المعتادة لاختيار مرشد الإخوان.
قيادات الإخوان ترفض قرار التجديد لـ مرشد الإخوان “ابراهيم منير”
القيادات الوسطى الهاربة إلى قطر وتركيا إضافة إلى شباب التنظيم سارعوا في بيانات متتالية عبر منصات التواصل الإجتماعى إلى رفض قرار التجديد وتبادل الاتهامات حول تورط إبراهيم منير مسئؤول التنظيم منذ سقوط الحكم الإخوانى لمصر من اجل تنفيذ الأغراض الشخصية للشخصيات الأربع.
ماذا حدث لـ تنظيم الإخوان عقب توقيف عزت
تنظيم الأخوان عقب توقيف عزت يعتبر عمليا قد تحول إلى مجموعات وخلايا وتنظيمات متفرقة في تركيا ولندن في المقام الاول وتتعارك طيلة الوقت على القيادة والتمويل الأجنبي والظهور الإعلامي.
الخلافات الجارية بين الحرس القديم للتنظيم وشباب الإخوان بالإضافة إلى الخلاف التاريخى بين رجالات الحرس القديم والتنظيم الدولى للإخوان ليس بالأمر الجديد، بل هو امتداد لخلافات استفحلت وأدت إلى استقالة المرشد السابق محمد مهدى عاكف والذهاب إلى انتخابات لاختيار المرشد عام 2009 وما تلاها من انشقاقات داخل التنظيم الإرهابي.
كما ان الخاف بين التنظيم المحلى والتنظيم الدولى كان على أشده في سنوات ما بين يناير 2011 ويونيو 2013 ولكن الخلاف لم يخرج للعلن إلا عقب سقوط الإخوان وخروج المصريين في ثورة 30 يونيو 2013 رافضي الوصاية الإخوانية.
تركيا تحاول تتريك تنظيم الإخوان
الازمة الحالية في تاريخ التنظيم يكون المرشحون لمنصب المرشد العام بالكامل خارج الأراضى المصرية وللمرة الأولى ينجح التنظيم الدولى في استثمار تصفية التنظيم المحلى والبدء في السيطرة على فلول التنظيم المحلى الهاربة إلى انجلترا وقطر وتركيا.
وأثار شباب الإخوان في الخارج الرافضون لقرار تسميه منير مرشدا للتنظيم العديد من الاسئلة حول سعى تركيا لتتريك التنظيم وتعيين مكتب إرشاد موال لأردوغان في حين ان الهاربين إلى قطر ينظرون إلى هذا الإجراء باعتباره انقلابا صريحا على تنظيم الحمدين الذي مول الاخوان في مصر من 1995 وإلى 2017.
أردوغان يسعى للسيطرة على التنظيم المحلى للإخوان في مصر
وتسعى تركيا إلى تشكيل مكتب الإرشاد في انقرة بشكل منفرد عن التنظيم الدولى أو الوصول إلى صيغة مع التنظيم الدولى تجعل أردوغان هو المسيطر على التنظيم المحلى للإخوان في مصر ، وذلك في إطار سعى أردوغان للسيطرة على جماعات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وتحويلها إلى أرصده في مفاوضاته وابتزازه لدول الشرق الأوسط .
أرادوا إسقاط مصر فوقعوا في شر اعمالهم
وللمفارقة فإن تنظيم الإخوان الذي سعى منذ سبع سنوات لتصوير ما يجرى في مصر بإعتباره حرب أهلية يشهد اليوم حربًا أهلية داخل أجنحته ومكاتبه ، بينما يستعد شباب التنظيم لإسقاط المرشد الجديد إبراهيم منير بعد سنوات من محاولاتهم الفاشلة لإسقاط الدولة المصرية ، ما يعنى علميا أن تنظيم الإخوان قد انكب للداخل وبدأ في التهام مفاصله في حرب تكسير بين أجنحة التنظيم الإهرابي