تتبنى جماعة الإخوان في أوروبا استراتيجية جديدة للتخفي والتمويه، عبر إعادة هيكلة مؤسساتها مرة أخرى. حيث قرر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والذي ينشط منذ عام 1989، ويضم أكثر من 20 جمعية من مختلف الدول الأوروبية، إلى تغيير اسمه إلى “مجلس مسلمي أوروبا”. ويعتبر الاتحاد الجناح الأوروبي لتيار الإخوان العالمي.
ويسرد لكم موقع “العربي الحديث” كيف تتخفى جماعة الإخوان داخل ألمانيا ومن هو الرئيس الحالي لهم ومتى بدأ التنظيم هناك وكيف تعاملت معه الحكومة الألمانية.
”سمير فلاح” هو الرئيس الحالى لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ويتخذ من برلين مقرًا له، كما أنه الرئيس السابق للجمعية الإسلامية فى المانيا (IGD) التى غيرت اسمها إلى الجمعية الإسلامية الألمانية منذ عامين. ويتسم اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا بقدر ضئيل من الشفافية فيما يتعلق بتشكيل مجلس إدارته وهيكله.
جماعة الإخوان في ألمانيا
يعود تاريخ وجود تنظيم الإخوان الإرهابي في ألمانيا إلى فترتي الخمسينيات والستينيات، متخذين من مدينة ميونخ مقرا لعمل التنظيم الدولي للجماعة في عام ١٩٨٣ على يد مهدي عاكف ويوسف ندا، وأحرزوا بذلك نفوذًا مهمًا وقبولاً سياسيًا، أكثر من أي مكان آخر في أوروبا.
وعلى هذا، تعد ألمانيا من أهم المعاقل التي يتحرك فيها التنظيم الدولي في أوروبا والعالم، خاصة أن نفوذ الجماعة هناك لا يعتمد فقط على الأعضاء المنتسبين لها، بل يتكامل معه منظمات تركية تابعة للجالية التركية، عززه تزايد ملحوظ في نفوذ الجماعة عبر استغلال نقص دور العبادة للمسلمين الذين قدموا كلاجئين خاصة في ولاية سكسونيا لتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسي ويجرى حاليا شراء مبان على نحو كبير لتأسيس مساجد أو ملتقيات للمسلمين في العديد من المدن والولايات. كما ينشط الإخوان في الشبكات الاجتماعية في المدن، وعلى الإنترنت، بهدف توسيع نفوذ التنظيم، وينشط الأعضاء أيضاً بين اللاجئين عبر تقديم المساعدات والمشاركة في الترجمة لهم أمام دوائر اللجوء والهجرة والسكن.
مراحل تنامي وانتشار جماعة الأخوان في ألمانيا
المرحلة الأولى
وهي مرحلة تغاضي ألمانيا عن وجود تحركات لتنظيم الإخوان الإرهابي، وكان هذا سببًا في اتساع نشاط الجماعة في ألمانيا التي تعد المركز الرئيسي لنشاط التنظيم الدولي.
المرحلة الثانية
بدأت بعد الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩، حيث شرعت الحكومة الألمانية في اتخاذ موقف احترازي ضد الثورة الإسلامية وضد الجماعة التي انتشرت بقوة في ألمانيا، واستمرت حتى أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث بدأت ألمانيا فى تكثيف جهود تعاونها مع مصر وغيرها من دول الشرق الأوسط لمواجهة الجماعات الإرهابية، فى تلك الأثناء رفضت الحكومة الألمانية أن تجمعها علاقات مباشرة مع التنظيم الدولي.
المرحلة الثالثة
بدأت بعد الثورات العربية في 2011، مع تزايد احتمالات وصول الإخوان للحكم في الدول التي قامت بها ثورات، بدأت ألمانيا في مد جسور التفاهم مع الإخوان ومنح فرصة للإسلام السياسي ليتولى الحكم في تلك البلاد.
المرحلة الرابعة
بدأت مع تزايد العمليات الإرهابية في ألمانيا، حيث اكتشفت أن فكر الجماعة يدعو إلى الإرهاب ويحض على العنف، خاصة في اعقاب تنامي التطرف محليا وداخليا في المدن الألمانية، المتورطة بتقديم الدعم اللوجستي إلى التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا ودولا أخرى. وبدأت التقارير تتوالى من مختلف الولايات تحذر من الخطر المتنامى للجماعة وأدركت برلين مخاطر الإسلام السياسي. الذى يهدف إلى “أسلمة المجتمع الأوروبي” وتغيير هويته.
وتقوم استراتيجية الإخوان في ألمانيا على الاندماج في المجتمع لتحقيق أهدافها، بما في ذلك إقامة علاقات قوية مع أجهزة الدولة والسياسيين والكتاب ومنظمات المجتمع المدني، والظهور بشكل نشط في الإعلام. بالإضافة إلى استراتيجية الدعاية والانتشار، من خلال المنظمات الثقافية والمساجد، وتقديم نفسها للدولة الألمانية باعتبارها لسان حال المسلمين، بل أنها تحاول التأثير على السياسة والمجتمع في الولايات التني تنتشر فيها.
المنظمات التي تعمل تحت غطاء الجماعة في ألمانيا
هناك العديد من المنظمات والجمعيات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية التي يستخدمها الإخوان ويستغلونها في تحركاتهم مثل:
الجماعة الإسلامية في ألمانيا(GID) والمجلس الإسلامي والاتحاد الإسلامي التركي ومنتدى الشباب المسلم الأوروبي.
والمركز الإسلامي في ميونيخ والذي يعتبر المركز، التنظيم المركزي لجماعة الإخوان في ألمانيا.
ويطرح تنظيم الإخوان الإرهابي نفسه في أوروبا على أنهم معتدلين ومؤيدين للحوار والتفاهم بين الأديان، لكنهم يروجون للأهداف التي رسمها حسن البنا في عشرينات القرن العشرين، وهي أسلمة المجتمعات وتأسيس نظام إسلامي يعتمد الشريعة في قوانينه بقيادة تنظيم الإخوان المسلمين. ويحاول التنظيم تعزيز نفسه في المجتمعات الإسلامية من خلال المشروعات الاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما يفعلونه في ألمانيا.