تحقيقتحقيقات

التاريخ الأسود للإخوان في تركيا.. كيف يفجرون القضايا داخل مصر

اعتمدت جماعة الإخوان المسلمين على قطر وتركيا كدعامتين رئيسيتين في مشروعهم السياسيّ المُزمع بعد الثورة. تمثّل هذا الاعتماد في الرهان على هذين البلدين كقوتين سياسيتين في الإقليم، لدعم التجربة الإخوانيّة في مصر التي تكلّلت بوصول محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة.

ومنذ ٢٠١٢ وحتى ٢٠١٣، مع الاضطرابات السياسيّة التي أصابت المشهد السياسيّ المصريّ، وتدخل الدولة بشكل واضح، الأمر الذي بلغَ ذروته في أحداث الثلاثين من (يونيو) ٢٠١٣، وإزاحة مرسي من الرئاسة، بلغ الدعم القطريّ-التركيّ للإخوان المسلمين اشده ، معتبرين أنّ ما حصل هو “خيانة” للديمقراطيّة وللرئيس المُنتخب محمد مرسي. ولا شكّ أن هذا كان عن طريق القوى الإعلاميّة، والتصريحات المباشرة سواء من المسؤولين القطريين أو من تصريحات السفير التركيّ في القاهرة؛ الأمر الذي اعتبره النظام المصريّ “تدخلاً” في شؤون مصر، مما أدى إلى قطع شبه كامل مع العلاقات مع تركيا وبشكل أقل مع قطر، وسحب السفير المصريّ من أنقرة وطرد السفير التركيّ من القاهرة، والتخفيض من العلاقة إلى حدّها الأدنى، كما هو معلوم.

لماذا أردوغان بالتحديد راعى الإرهاب

يقول المفكر الإسلامي ثروت الخرباوي إن العلاقة بين تركيا وجماعة الإخوان الإرهابية تستند إلى المصلحة المتبادلة؛ إذ تدعم تركيا الإخوان بالمال والسلاح مقابل مساعدتها في إعادة إحياء ما يسمى بـ”الإمبراطورية العثمانية”.

ووفقًا للخرباوي، فإن الجماعة الإرهابية نقلت اجتماعاتها التنظيمية بشكل كامل إلى إسطنبول، التي تشارك الدوحة في احتضان أخطر العناصر بالتنظيم الإرهابي عقب ثورة 30 يونيو، موضحا أن جميع العمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعة كانت أوامر خرجت من تلك الدولتين ووفرت لها الدعم المالي واللوجيستي.

السلطات التركية تنشئ الكيانات الإخوانية وتجند الشباب

على مدى السنوات السابقة، سمحت السلطات التركية بإنشاء كيانات إخوانية متعددة في مدينة اسطنبول التي تتركز وتقيم فيها جالية عربية ومصرية كبيرة، بهدف تجنيد الشباب التركي والعربي للانضمام لجماعة الإخوان، على رأسها جمعية النسيج الاجتماعي التي يتولاها ويديرها الداعية التركي نور الدين يلديز.

ومؤخرا جددت تلك الكيانات نشاطها، فخلال أشهر يناير وفبراير ومارس استأنفت عملها في استقطاب شباب من سوريا وليبيا للدفاع عن التدخلات التركية في البلدين، فضلا عن نجاحها في توفير فرص عمل لشباب الإخوان الفارين من مصر.

ودور جمعية النسيج في تجنيد الشباب التركي والعربي، وتأهيله للانضمام للإخوان، وتعليمه أفكار الجماعة، وتدريس كتب مؤسسها حسن البنا، ومنظرها سيد قطب.

وأكد الباحث السياسي أن “جمعية الحكمة دخلت في شراكة مع بعض المؤسسات الإخوانية، مثل الاتحاد العالمي للطلاب، واتحاد الجمعيات الأهلية بالعالم الإسلامي الخاضع لسيطرة حزب العدالة والتنمية التركي، كما طرحت عدة مشروعات فكرية تتبنى أفكار حسن البنا وسيد قطب، وتروج للخلافة الإسلامية تحت قيادة تركيا، كما تقوم بمهمة تحفيظ القرآن والفقه والتفسير وتدريس كل كتب قادة ومؤسسي الإخوان، وتغرس في نفوس وعقول الشباب المنضمين فكرة إقامة دولة الخلافة بقيادة تركيا، التي تحارب من أجل الإسلام ومصالح المسلمين في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول”.

زر الذهاب إلى الأعلى