انشقاق وفساد وملاحقات.. إلى أين وصل تنظيم الإخوان بعد 2013؟
تعقدت حسابات مكاتب تنظيم الإخوان وقياداته الهاربة بالخارج منذ خروج المصريين في 30 يونيو مسقطين مشروعهم المهدد لسلامة كيان الدولة الوطنية وأمنها، ومع نجاح الأجهزة الأمنية في اصطياد عناصر ورؤوس المخطط العبثي الإخواني استهورت حالة التخبط والانهيار ضمن صفوف الجماعة الإرهابية. إلا أن نجاح المؤسسات الأمنية المصرية في الإيقاع برأس الأفعى مرشد التنظيم في مصر “محمود عزت” مثل الضربة القاضية التي عصفت بما تبقى من رديات سعى التنظيم لتوظيفها، لإظهار أنه باق ويتنفس، وليستير في عرض خدماته على العواصم الراعية للارهاب. ونتناول تاليا الحالة الراهنة لتنظيم الإخوان، والملامح الرئيسية للتحولات التي طرأت على قواعده وأقطابه بعد 2013, لاسيما في خضم الصراع المتصاعد بين أجنحة ومستويات الجماعة الإرهابية.
أولا: صراع مكاتب التنظيم :يعاني تنظيم الإخوان من حالة من الصراع والانهيار الهيكلي لاسيما مع تصاعد التراشقات والبيانات المؤكدة لوجود مخالفات مالية وانفراد بقرار الجماعة، وهو ما عزز حالة الانقسام بين مكتبي التنظيم في لندن وإسطنبول، والمواجهات الدائرة بين الطرفين عبر منصات التواصل الاجتماعي والقنوات التابعة للتنظيم. وهو ما يمكن الاستدلال عليه من تصريحات مقدمي تلك البرامج التي وصفت تصريحات المرشد الجديد “إبراهيم منير” بالحمقاء وتأكيد البعض منهم أن عناصر التنظيم ساروا على نهجه واتبعوه وهو من تخلى عنهم .
ثانيا: القيادات بين الملاحقة والهروب :نجحت الأجهزة الأمنية المصرية في اصطياد الرشد السابق “محمود عزت” ما قضى على التماسك الهش والرمزية الزائفة التي سعى التنظيم على مداومة تسويقها لأتباعه ومموليه. وأصبحت كافة قيادات الجماعة بإن ملاحق بتهم تورط فيها التنظيم، وآخرين هاربين بالخارج فقدوا ثقة من تبقى من إخوان بالخارج. وهو ما يحيلنا الى اضطرار مكتب التنظيم الدولي لتبني “فقه الضرورة”، واختيار إبراهيم منير” مرشدا جديدا، رغم تعارض هذا الاختيار مع لائحة التنظيم الداخلية التي لا تجيز تولية مرشد للتنظيم خارج القطر المصري، فضلا عن ضعف هياكل التنظيم وعدم قدرتها على إجراء انتخابات جديدة ما يعني أن اختيار “منير” لا يحظى بتوافق يمكنه من ممارسة دور الترشد بالشكل المعتاد.
ثالثا: انقطاع مصادر التمويل :تواجه جماعة الإخوان ظروفا مالية غاية في التعقيد؛ فمع نجاح الاستراتيجية المصرية لتجفيف وملاحقة عمليات تمويل الأنشطة الإرهابية سقطت العديد من شبكات إدارة التدفقات المالية لعناصر التنظيم، إلى جانب وضع أموال التنظيم تحت رقابة المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها لجنة حصر أموال الإخوان، ما جعل إخوان الداخل يعانون من غياب التمويل الخارجي وأية مصادر اعتادوا على تعويض خسائرهم منها، وبدأ تنظيم الإخوان في استصدار فتاوي تحرم إرسال الزكاة إلى مصر؛ لتوفير تدفقات مالية وتوزيعها على أعضاء الجماعة الهاربين.وزارة الداخلية
رابعا: إرهاب التنظيم يلاحق أمنيا وقضائيا :حاول التنظيم نفي تورطه في الأنشطة الاجرامية والإرهابية التي ارتكبتها المجموعات النوعية كتنظيمات حسم ولواء الثورة والعقاب الثوري ومن قبلها التنظيم السري المسلح بقيادة القيادي السابق “محمد كمال”، إلا أن الملاحقات الأمنية والقانونية المصرية والتنسيق مع العديد من العواصم التي يحتمي بها عناصر التنظيم الهاربة نجحت في إثبات ارتكابهم لجرائم إرهاب، وتكلل هذا النجاح بتسليم العديد من تلك العناصر الجهات التحقيق المصرية، وهو نجاح يثير مخاوف الإخوان بالخارج من تسليمهم الى القضاء المصري، وأن ينعكس صراع الأجنحة عليهم وانتهائه برفع الغطاء عنهم، مثلما كشفت تقارير عن تضييق “منير” على شباب الإخوان المعارضين له وتنسيقه مع عدة أجهزة أمنية ببعض الدول لهم الترحيلهم وعدم منحهم تأشيرات إقامة ورفض حصولهم على جنسيتها .
خامسا: تنافسية الدولة الراعية للهاربين :ترقت أواصر التنظيم مع تصاعد حدة الخلاف بين الدول الراعية العناصره وأنشطته بالخارج، فعلى أحد الأطراف تسعى تركيا إلى إحكام قبضتها على تحركات الجماعة واستهدفت في فترات سابقة أن يتم توجيه التمويل القطري لتخفيف عبء الهاربين إليها من الإخوان. وعلى الجانب الآخر، تعمل قطر على إعادة تنظيم علاقتها بالجماعة عبر تصعيد قوي مكتب لندن وتعزيز نفوذهم على باقي المستويات التنظيمية لاسيما مكتب إسطنبول، وهو ما أثار انتقادات باقي عناصر التنظيم بالخارج. ومع احتدام الصراع بين أنقرة والدوحة على الولاية على تنظيم الإخوان، يتوقع أن تستمر موجات الانشقاقات وحالة الانكشاف والتسريبات التي تدلل على مخالفات “منير” ومن معه في جناح لندن، وفي المقابل سيسعى المكتب السابق إلى التضييق على معارضيه عبر أدواته التقليدية كقطع التمويل والتضييق عليهم في الاقامات وغيرها من الإجراءات.
سادسا: رفض الشباب لعواجيز التنظيم :أدرك المكون الشبابي داخل أروقة التنظيم أن الحرس القديم قد استخدمهم في الفترات السابقة لتحقيق مصالحه وأنه تخلى عنهم ولم يبد أي اهتمام بأوضاعهم ومشاكلهم، بل وأصبح يكيل لمن يوجه أية انتقادات لتلك القيادات.
وهو ما كشفه عناصر التنظيم الذي خرجوا على منصات التواصل الاجتماعي ببيانات تؤكد رفضهم لسياسات عواجيز التنظيم، وأن هؤلاء القيادات هم السبب الرئيسي لانهيار التنظيم. وتمثل اتجاهات المكون الشاب داخل التنظيم خروجا على ثوابت العمل السوري وعضوية الجماعة وأبرزها مبدأ السمع والطاعة وبذلك فقد التنظيم خصيصة جوهرية طالما اعتمدها في توظيف عناصره لتحقيق أهدافه وإخضاعهم للمستويات القيادية.
محمود حسين وابراهيم منير ، لا اجد توصيفا وظيفيا لهم بعد ان انتهت مدة شعلهم لوظيفتهم داخل جماعة الاخواته ، حسين كأمين عام الجماعة وتمنیر نائب المرشد ، ووجودهم الان في هذه المناصب ليس سوى اغتصاب الها، خاصة مع عدم رضاء الأغلبية الكبرى من القاعدة الاخوانية عن اغتصابهة عدوة لهذه المناصب بعد انتهاء فترة شغلهم لهااليس هذا بيت القصيد والذي تمار فيه خلافات كبيرة وأدعاءاته بانه جاءوا غیر انتخابات قاعدية وردود عليها من الطرق المعارض بأن تلك الانتخابات باطلة ولكل طرف خجنة والتي تنتج عنها انشقاق وانقسام واضح للعيان فيما عدا الهذين الشخصين الدين يؤكدان دوما ان الدنيا ربيع والخوندع ولا يوجد اثر انشقاق او انقسام، لانهم مارالوا متواجدين على مقاعدهم ورقصون علي مفاصل الجماعة واليات تركتها المشلولة حالياأزمة حسين ومميز تعمل في أنهم من الجيل القديم الذي تربى في بوتقة مغلقة وعمل سزى والعيش داخل جيتو والعمل تحت الجلد ، والخوف والمطء والتردد القاتل في اتخاذ قرار ، والذي مازال يلف هذا الجبل الذي شهد مذابح عبد الناصر واعتقالاته وسجونه وتعذيمة فظل تردد أصداء الخوف في جنات نفوسهم وحركتهم يكتنفها البطء والتردد والحسابات العميقة وعدم التعةسابقا: انكشاف الفساد المالي بين القيادات :أدى صراع الأجنحة بالخارج واستشراء الفساد داخلها إلى تشتت مخصصات تمويل العناصر الهاربة وأنشطة الجماعة بالخارج، وهو ما قاد إلى انتقادات السياسات وقراراتإبراهيم منير” من قبل، ودفع شباب التنظيم بالخارج لإصدار البيان المعنون ب “هذا ما جناه منير وحسين” للكشف عن تورطهم في إهدار التمويل وتدهور أوضاعهم في تركيا.
كما تبادلت المنصات الإخوانية في لندن وإسطنبول الاتهامات وكشفت العديد منها عن نهب مخصصات التمويل لدى قيادات التنظيم، واعترفت أغلب الأبواق والمنابر الاعلامية في خضم تلك الاتهامات المتبادلة بأنها جميعا تتلقى تمويلات من أنظمة تعادي الدولة المصرية.وفي النهاية يمكن القول إن تنظيم الإخوان يعاني من عدة تحديات هيكلية تعصف بكيان التنظيم، وتتعدد أوجه تلك الإشكاليات بين صراعات وتجاذبات أجنحة الجماعة التي تدفعها شيئا فشيئا نحو الانهيار، كذلك سقوط قيادات الإخوان بالداخل المصري في قبضة الأمن وجهات التحقيق، واستمرار المساعي الرامية لضبط العناصر الهاربة بالخارج المتورطة في جرائم بحق الدولة المصرية. وهو ما يتصل بانقطاع مصادر التمويل وصراع مكاتب التنظيم بالخارج عليه بالإضافة إلى انكشاف تورط الجماعة في أنشطة الإرهاب، وهو ما أدى إلى تسليم العديد منهم إلى السلطات المصرية وتخوف بقية الهاربين من ملاقاة المصير ذاته. وشير حالة التنظيم إلى أن الصراع بين مكاتب التنظيم على من يحصد الإرث الاخواني سيتجه للتصاعدوأن جماعة الإخوان قد تشهد انقساقا حادا مدعوما من الدول الراعية المتنافسة على الولاية على توظيفها، وهي مرحلة قد تطيح بالهيكل القائم للإخوان، وتحيلهم إلى حالة أكثر هشاشة وانهيارا.