تراجع أسعار الذهب عالميًا للأسبوع الثانى
إنخفاض أسعار الذهب لتسجيل للأسبوع الثاني بعد الهبوط الذي يسجله اليوم الجمعة، في ظل تقييم الأسواق لتأثير فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة وتداعيات ذلك على مستقبل أسعار الفائدة، بعد أن قام البنك الفيدرالي يوم أمس بخفض أسعار الفائدة.
وقد سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضا اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أدنى مستوى عند 2685 دولارا للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2704 دولارات للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2688 دولارا للأونصة، وفق “جولد بيليون”.
وقد صعد سعر الذهب خلال جلسة أمس عقب قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثانية هذا العام، وهو القرار الذي كان متوقعا بشكل كبير في الأسواق المالية، ولم يتأثر الذهب بقرار البنك ولكن تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول كان لها تأثير إيجابي كبير على أسعار الذهب.
وأضاف “باول” إلى أن قرارات البنك الفيدرالي القادمة لن تتأثر بنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأن البنك لن يتكهن بالسياسات الاقتصادية التي تتخذها إدارة الرئيس ترامب، وأن البنك يتعامل فقط مع التغيرات في البيانات الاقتصادية ومحاولة تحقيق أهدافه.
و شدد على أن بقاء التضخم قوي لن يدفع البنك إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، ولكن في حال تراجع قطاع العمالة بشكل حاد فسيتدخل البنك الفيدرالي في هذا الوقت بتسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة.
كانت سوق الذهب تنتظر محفزًا لتحديد وجهة الذهب القادمة، وهناك حالياً نوع من عدم اليقين بشأن مسار خفض أسعار الفائدة الأمريكية ولهذا السبب نشهد هذا التراجع في الذهب خلال جلسة اليوم.
فبالرغم من تخفيض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة كما هو متوقع، أشار البنك إلى نهج حذر ومدروس لأي تخفيضات أخرى. وقال رئيس البنك جيروم باول إن نتائج الانتخابات الرئاسية لن يكون لها تأثير قريب الأمد على السياسة النقدية.
وبعد فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية كان بمثابة نهاية سريعة للانتخابات الأمريكية، حيث أزال نقطة رئيسية من عدم اليقين للأسواق وأشعل شرارة ارتفاع في الأصول المدفوعة بالمخاطر، وكان الذهب قد ارتفع إلى مستويات قياسية في الفترة التي سبقت الانتخابات، حيث اقتربت الأسعار الفورية من 2800 دولار للأونصة.
وقد تسبب نجاح ترامب في ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل حاد ليصل إلى أعلى مستوياته في 4 أشهر ونصف ليدفع الذهب إلى هبوط حاد ليتداول تحت المستوى 2700 دولار للأونصة، وذلك قبل أن يفقد الدولار جزءا كبيرا من مكاسبه بعد قرار البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة.
وقدأكد مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات إلى صناديق الاستثمار في الذهب للشهر السادس على التوالي خلال أكتوبر، بدعم من التدفقات إلى صناديق أمريكا الشمالية والمنطقة الآسيوية.
وقد شهد سعر الذهب في مصر تراجعا مع بداية تداولات اليوم الجمعة بعد الارتفاع الذي شهده أمس مدعوما بسعر الذهب العالمي، فقد عاد الذهب المحلي إلى تتبع حركة السعر العالمي بعد أن عاد الاستقرار إلى أسواق سعر الصرف ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستويات 3785 جنيها بعد أن افتتح تعاملات أمس قبل الانتخابات الأمريكية عند 3850 جنيها.
وظهر ارتفاع سعر الذهب المحلي أمس بدعم من تعافي أسعار الذهب العالمي، ولكنه اليوم عاد إلى التراجع من جديد ليتبع نفس مسار السعر العالمي الذي أصبح من جديد هو المحرك الأول لحركة السعر.
وخلال الأسبوع شاهدنا عدم انتظام في تسعير الذهب المحلي بسبب التغيرات الحادة في سعر الذهب العالمي بسبب الانتخابات الأمريكية، وبسبب الشائعات من إمكانية حدوث تعويم في سعر الصرف بالتزامن مع المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي.
و عاد الاستقرار إلى الأسواق المحلية من جديد بعد تصريحات رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي أنه لا يوجد تعويم لسعر الصرف خلال الفترة القادمة، وأن الشائعات التي انتشرت مؤخرا لا أساس لها من الصحة، خاصة أن العديد من المؤسسات المالية العالمية أشارت إلى أن مصر طبقت بالفعل مرونة سعر الصرف خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أشادت به رئيسة صندوق النقد الدولي التي زارت مصر هذا الأسبوع.