أعلنت دار الافتاء المصرية، بيانًا للرد علي المشككين في صحة الأحاديث الشريفة حول “خيرية الجيش المصري”.
ونشرت “الإفتاء”، أن هناك أحاديث عن النبي أكدت فضل الجيش المصري، مستشهدة بما قاله عمرو بن العاص رضي الله عنه: حدثني عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض” فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: “لأنهم في رباط إلى يوم القيامة.
كما استشهدت دار الإفتاء، بقول النبي الكريم “إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرا فإنه فيها خير جند الله”، وأيضا قول النبي “إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم في رباط إلى يوم القيامة”.
وأضافت دار الإفتاء، أنَّ الأحاديث المذكورة في السؤال صحيحة المعاني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مطعن على مضامينها بوجه من الوجوه؛ لأن الأئمة تلقت روايتها بالقبول ولم تردها، ولأنها واردة في الفضائل والأخبار، ولاتفاق المحدثين على أن أحاديث الفضائل يكتفي فيها بأقل شروط القبول في الرواية وتكون عندهم مقبولة حسنة؛ لأنها لا يترتب عليها شيء من الأحكام.
وقالت أن هذه الأحاديث وردت بأكثر ألفاظها في خطبة عمرو بن العاص “رضي الله عنه”، وهي خطبة ثابتة مقبولة صحيحة بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحد ينسب إلى العلم في قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردها أو يطعن فيها هوى أو جهلا.
وأضاف الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية: “جند مصر هم خير أجناد الأرض؛ لأنهم في رباط إلى يوم القيامة، وعلى الوصية النبوية بأهلها؛ لأن لهم ذمة ورحما وصهرا، وكلها معان صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ تتابع على ذكرها وإثباتها أئمة المسلمين ومحدثوهم ومؤرخوهم عبر القرون سلفا وخلفا، ولا يقدح في صحتها وثبوتها ضعف بعض أسانيدها؛ فإن في أحاديثها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر الذي احتج به العلماء، وقد اتفق المؤرخون على إيراد هذه الأحاديث والاحتجاج بها في فضائل مصر من غير نكير.
وأشار “علام”: “سميت مصر بـ أم البلاد و غوث العباد؛ فبهذا سماها نبي الله نوح عليه السلام؛ فقد أخرج ابن عبد الحكم في (فتوح مصر والمغرب) بسند حسن عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) أن نوحا (عليه السلام) قال لابنه حينما أجاب دعوته: اللهم إنه قد أجاب دعوتي؛ فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات، وسخر له ولولده الأرض وذللها لهم، وقوهم عليها.
وتابع “علام” :”هذا الأثر ذكره جماعة من العلماء في كتبهم، واحتجوا به على فضائل مصر، ومصر هي البلد الوحيد الثابت تسميته بهذا الاسم، وذلك كما سمى الله تعالى مكة المشرفة ب أم القرى، وهذا الاسم له دلالة المركزية والصدارة بين بقية البلاد، وله أيضا دلالة الخير الوفير الذي يخص الله به أرض مصر مما لا يوجد في غيرها، ويحتاج الخلق إليه؛ فيفيض على جميع البلاد؛ كما هو الشأن الذي يثبته التاريخ دوما في مصر”.
وقال المفتي: “لقد تضافرت الوقائع التاريخية منذ قديم الزمان وعلى مر العصور وكر الدهور على إثبات الخيرية والأفضلية لجيش مصر من الناحية الواقعية العملية، وشهد بذلك المؤرخون؛ ومنهم العلامة شهاب الدين بن فضل الله العمري؛ الذي قال في (مسالك الأبصار وممالك الأمصار): ونهض الجيش المصري بما عجزت عنه ملك أقطار الأرض، مع اجتهاد السلطان جلال الدين محمد بن خوارزمشاه رحمه الله، حتى قتل، ولم يكن الجيش المصري بالنسبة إلى الجيوش الجلالية إلا كالنقطة في الدائرة، والنغبة من البحر، والله يؤيد بنصره من يشاء، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين، وهذا من المعجزات النبوية وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على من عاداهم إلى يوم القيامة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، ألا وهم الجند الغربي)، وقوله: (ألا وهم الجند الغربي) زيادة في الروايات، وهذه الرواية إن لم تصح روايتها صحت بالمعنى؛ لأن هذه الطائفة وهي كانت الطائفة الظاهرة التي أرادها النبي في قوله وعناهم بها، لأنه لم يظهر على التتار سواهم، وبهذه النصرة دامت النصرة على التتار، وكانت بهم لا بغيرهم، مع كثرة من كان من ملوك الإسلام، واجتهادهم في الجهاد، فتماسك بهذه المرة رمق الإسلام، وبقيت بقية الدين، ولولاهم لانصدع شعب الأمة، وهي عمود الملة، ووصلت خيل عبدة الشمس إلى أقصى المغارب، ودكت جميع رعان الأرض”