تحدث رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق ورئيس وزراء إيطاليا الأسبق رومانو برودى، أن مصر لا تتوقف عن بذل أقصى الجهود على كافة المستويات من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مستشهدا بمساعي القاهرة المستمرة والحثيثة من أجل استتباب الأمن في محيطها الإقليمي.
وأوضح رومانو برودى – في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش فعالية حول الدبلوماسية العلمية بجامعة الدول العربية – “إن مصر هي، مفتاح الشرق الأوسط والمنطقة العربية، صاحبة الشعبية الكبرى، وصاحبة الموقع السياسي والجغرافي والتاريخي المتميز، فهي الدولة الحيوية لجميع دول المنطقة”.
وسلط السياسي الإيطالي البارز الضوء على الأعداد الكبيرة التي لجأت إلى مصر من مختلف الدول هروبا من النزاعات والصرعات وانفلات الأمن في بلادهم، لتحتضنهم مصر وتمد يد العون إليهم، علاوة على ما تقوم به لمساعدة جيرانها وأشقائها من تقديم المساعدات الإغاثية، فضلا عن الدور الذي يمكن أن تضطلع به في المستقبل من أجل المساهمة في إعادة الإعمار وتحقيق التنمية.
وأضاف رومانو برودي الوضع الراهن في الشرق الأوسط بـ “الصعب للغاية” و “المتشابك”، ليس فقط بسبب الحرب في غزة أو بين إسرائيل ولبنان وإيران، بل لأن هناك مشاكل وأزمات عدة في مناطق أخرى.. مشيرا، في هذا الصدد، إلى الأوضاع المتردية في السودان أيضا.
وأكدوشدد على الضرورة الملحة لعقد مؤتمر عالمي للسلام يجمع القوى العظمى والمعنية لاسيما للحصول منهم على وعود وحلول عادلة، منبها في الوقت ذاته إلى أنه قد يصعب الحصول على ضمانات الآن بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في نوفمبر المقبل.
وأكد رومانو برودى أننا في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى لغة الحوار والدبلوماسية نظرا لأنها اللغة الوحيدة القادرة على حل المشاكل والوصول للسلام والاستقرار المنشود الذي نأمله جميعا.
ورأى ضرورة اضطلاع الصين أيضا بدور في حل الأزمات والقضايا الدولية العالقة خاصة بالشرق الأوسط، وعدم الاعتماد فحسب على الولايات المتحدة الأمريكية، منوها إلى أن الحوار البناء بين واشنطن وبكين، وكذلك الإرادة السياسية يستطيعان الوصول إلى تسوية سياسية لعدد من الأزمات والصراعات ومنها الحرب الروسية الأوكرانية.
وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه أوروبا لخفض التصعيد ونزع فتيل التوترات في الشرق الأوسط، أعرب رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق عن أسفه لعدم قدرة دول أوروبا على الاتفاق حول عدد من القضايا المطروحة وذلك بالرغم من كونهم قوة اقتصادية قوية ورائعة.
وأعلن رئيس الحكومة الإيطالية الأسبق أنه لايزال هناك فرصة لوقف نزيف الدم والحرب بالطرق الدبلوماسية، خاصة أنه من الصعب تخيل سيناريو آخر غير ذلك، موضحا أن الصراعات كثيرة ومرتبطة ببعضها البعض، ولذا فالقيام بخطوة إيجابية واحدة سيتبعها بالتأكيد خطوات أخرى جيدة، مختتما :”لابد من سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط”.