الأمين العام لجامعة الدول العربية ندرك تماماً أنه لا شيء يعوض أهل غزة في هذه المحنة
قام الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط بإلقاء كلمة في الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري للقمة العربية (33) المنعقدة في المنامة
وأوضح أبو الغيط في كلمته: نجتمع اليوم في ظل ظروف عصيبة تمر بها الأمةالعربية، فالعدوان المستمر على أهلنا في فسلطين منذ ما يربو على سبعة أشهر تجاوز المدى في التجرد من الضمير والاستهانة بكل قيمة إنسانية أو منظومة أخلاقية حتى بالمعايير المتدنية للاحتلال الإسرائيلي الذي عرفته فلسطين منذ عقود.
وأضاف أنه بالإضافة إلى التحرك السياسي العربي والدولي لوضع حد لهذا العدوان الاجرامي فقد شهدت الفترة الماضية هبة عربية لإغاثة غزة، ونحن ندرك تماماً أنه لا شيء يعوض أهل غزة في هذه المحنة، ولكننا جميعاً نسعى إلى التخفيف من آلامهم ومداواة جراحهم، ولم تتوقف جسور المساعدات الإنسانية القادمة من الدول العربية إلى غزة، والتي لاتزال اسرائيل للأسف تعطلها وتمنع دخولها ُمشهرة سلاح التجويع في وجه أهل القطاع. واستكمالاً لهذه الجهود، مطروح على حضراتكم اليوم خطة الاستجابة العربية الطارئة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والإنسانية للعدوان الاسرائيلي، التي قامت بإعدادها دولة فلسطين بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة والمنظمات العربية المتخصصة ذات الصلة.
وأشار الى انه وارتباطاً بهذا الموضوع، مطروح على مجلسكم الموقر كذلك مبادرة “الاحتفاء بيوم شهيد الصحة”، تخليداً للشهداء العاملين في المجال الطبي الذين سقطوا على أرض المعركة والذين يصل عددهم إلى 493 شهيدا، ولا نحتفي فقط بمن سقطو خلال الحرب الهمجية وانما أيضًا خلال النزاعات الأخرى والكوارث والجوائح وغيرها من الأزمات التي تواترت الواحدة تلو الأخرى. إننا جميعاً نفخر بالمنتسبين لهذا القطاع المهم، والاحتفاء بهم ومعهم كل عام أقل ما يستحقونه.. .عرفاناً بدورهم وتخليداً لبطولاتهم وعظيم إسهاماتهم في خدمة المواطن العربي.
وقد يتضمن الملف الذي تناقشونه اليوم، عدداً من الاستراتيجيات العربية التي تم مناقشتها وبحثها على نحو ُمفّصل من ِقبل اللجان المعنية والمجالس الو ازرية المتخصصة والمنظمات العربية، تمهيداً لرفعها للقادة العرب.. وأخص بالذكر الاستراتيجيات العربية المتعلقة بمجالات الشباب والسلام والأمن، والتدريب والتعليم التقني والمهني، والأمن المائي.. .بالإضافة إلى عدد من الوثائق المتصلة بموضوعات سياسات التنمية الاجتماعية.. .وهي ُتمّثل في ُمجملها إضافات هامة ُتسهم في تعزيز العمل العربي المشترك.
وتحدث أبو الغيط ان فعالية العمل العربي المشترك تعتمد بالضرورة على كفاءة الأداء العربي في مختلف المجالات، وُتعّد المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية حجر زاوية مهم للعمل العربي وسبيلاً ضرورياً لتحقيق انجازات ملموسة يشعر بها المواطن العربي.. .وبرغم أن ما تحقق على هذا الصعيد لا ُيلبي المأمول، إلا أننا نشير لبعض الإنجازات المهمة.. وأخص بالذكر هنا اتفاقيتي السوق العربية المشتركة للكهرباء، فضلاً عن استكمال عدد من المتطلبات الهامة المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والاتحاد الجمركي العربي. إن ما سبقت الإشارة إليه إنما يبعث على التفاؤل بأنه يمكن التغّلب على التحديات القائمة إذا ما توفرت الإرادة وتضافرت الجهود الصادقة والمخلصة.