قطر وتركيا تصعقان الإخوان بتقارب جديد وغير مسبوق مع مصر
حالة من الغليان والحيرة داخل تنظيم الإخوان المسلمين ، المصنف كارهابي في عدة دول، بعد التقارب التركي والقطري مع مصر، لكن الصدمة زادت عقب زيارة وزير خارجية تركيا إلى مصر والاتفاق مع نظيرة المصري على تطبيع العلاقات الكاملة، ثم الاتفاق العسكري بين مصر وقطر.
ويرى المتابعين والمحللين إن تلك الخطوات الغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين الداعمين الأساسيين للإخوان مع مصر ستشكل صاعقة قوية وزلزال داخل صفوف الجماعة.
وفي التفاصيل، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، السبت، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وجود إرادة سياسية لانطلاق مسار تطبيع كامل للعلاقات مع تركيا، فيما أعلن أوغلو بدء الترتيب لقمة بين رئيسي البلدين.
وقال سامح شكري، عقب مباحثات مع نظيره التركي في القاهرة، إن “العلاقة بين مصر وتركيا ممتدة عبر التاريخ ونعتز بها، ونسعد بأن نطلق أنا ونظيري التركي هذه المشاورات لتكون مساراً لاستعادة تطبيع العلاقات بين البلدين في كافة المناحي”.
واعتبر وزير الخارجية المصري أن “بدء مرحلة جديدة” في العلاقات بين البلدين “سيكون له وقع وأثر إيجابي على شعبي البلدين، وسيؤدي إلى تحقيق مزيد من الاستقرار في منطقتنا”.
وأشار إلى أن المباحثات التي أجراها مع نظيره التركي استمرت “لما يزيد على ساعتين، تم خلالها تناول كافة قضايا العلاقات الثنائية، ومن ضمنها الأوضاع الإقليمية والتحديات التي نواجهها”، مؤكداً أنها “كانت مباحثات شفافة ومعمقة وصريحة”.
وأكد وزير الخارجية المصري أن “هناك إرادة سياسية وتوجيهات من قبل رئيسي البلدين الذين كلفا وزيري خارجية البلدين بمسؤولية إطلاق المسار قصد الوصول إلى التطبيع الكامل للعلاقات، بعد التطورات التي حدثت في السنوات الماضية”.
وقال: “ننظر إلى الأمام. والأرضية صلبة لعودة العلاقات. لدينا ثقة في أن هذا المسار سيصل إلى الغرض والنتيجة المرجوة منه بشكل سريع”.
لقاء السيسي وأردوغان
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي إن زيارته جاءت بدافع تحسين العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن “العلاقات بين تركيا ومصر علاقات تاريخية وتربطهما ثقافة مشتركة، ولهذا نود أن نقوي هذه العلاقات”.
واعتبر أن تقوية العلاقات يستلزم “دعم” قائدي البلدين، مضيفاً: “نحن نعمل على ترتيب لقاء بين رئيسي البلدين” عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان”.
وأضاف: “أتينا إلى هنا لنعمل على هذا الهدف، وكلانا مصمم على العمل بهدف الوصول إلى ما نأمل”.
وأشار إلى أن “العلاقات بين مصر وتركيا ظلت قوية حتى خلال فترة الجمود. لذلك، فإن تقوية العلاقات بين البلدين أمر بالغ الأهمية ويعود بالنفع على شعبي البلدين والمنطقة”.
وأضاف: “اعتباراً من الآن فصاعداً، سيتم اتخاذ خطوات إيجابية نحو تحقيق هذا الهدف، وعلى كل طرف اتخاذ بعض الإجراءات. في هذه الفترة نبحث ما يمكن لكل دولة أن تقدمه. لذلك ستكون هناك مشاورات، على مستويات مختلفة”.
وأكد أنه سيجري رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا إلى مستوى السفراء “في أقرب وقت ممكن”.
استعادة العلاقات
ووصل وزير الخارجية التركي إلى القاهرة، السبت، حيث استقبله نظيره المصري بمقر الوزارة في قصر التحرير، في خطوة على طريق استعادة العلاقات المصرية التركية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد على تويتر إن الوزيرين عقدا “اجتماعاً ثنائياً مغلقاً”.
وزيارة جاويش أوغلو للقاهرة هي الأولى لوزير خارجية تركي منذ أكثر من عشر سنوات.
وكانت الخارجية المصرية قد صرحت، الجمعة، بأن تلك الزيارة تعد بمثابة تدشين لمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.
وقال الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن الزيارة تساهم في إطلاق حوار معمق حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك بهدف الوصول إلى تفاهم مشترك يخدم مصالح الدولتين.
اجتماع عسكري مصري قطري
وفي إطار متصل، عقدت مصر وقطر الاجتماع الأول للجنة العسكرية المشتركة في القاهرة، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع المصرية في بيان، السبت.
وجاء في البيان أن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أسامة عسكر التقى رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، الفريق ركن سالم بن حمد العقيل النابت الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر.
ولفت البيان إلى أن الجانبين تباحثا بشأن المواضيع ذات الاهتمام المشترك “في ضوء علاقات التعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين الشقيقين في العديد من المجالات”.
وترأس رئيسا أركان البلدين، بحسب البيان، الجلسة الختامية للاجتماع الأول للجنة العسكرية المصرية القطرية المشتركة، والتوقيع على محضر اللجنة بحضور عدد من قادة القوات المسلحة لكلا البلدين، دون أن يذكر البيان تفاصيل إضافية عن اجتماع اللجنة.
ونقل البيان عن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية تأكيده على زيادة آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات بين الجانبين.
وأشار إلى “توافق الرؤى حول الخطط المشتركة بما يعود بالنفع على القوات المسلحة للبلدين”.
وشدد رئيس أركان القوات القطرية على أهمية “زيادة التعاون في المجالات العسكرية والتدريبية خلال المرحلة المقبلة لتحقيق مصالح القوات المسلحة لكلا البلدين”، بحسب ما نقل البيان.