التعامل المصري الذكي مع الأزمة التركية يضرب زلزال قوى في الإخوان
أنهى تعامل مصر الذكي مع أزمة الزلزال المدمر في تركيا لتنهي ما تبقى من شوائب في علاقاتها أنقرة، حيث كانت القاهرة من أوائل الدول التي قدمت المساعدات إلى بلااد الأناضول، وكان هذا التعامل مفاجأة حزينة جديدة لتنظيم الإخوان المصنف إرهابي في العديد من الدول العربية والعالمية.
وشهد اليوم الأثنين 27 فبراير 2023، اجتماعاً ثنائيا بين وزيرا خارجية مصر وتركيا فى مدينة أضنة التركية.
ويرى محللون أن التقارب المصري يشكل تهديدا كبيرا لقواعد جماعة الإخوان الموجودة بإسطنبول، لافتين إلى أن غالبيتهم بدأوا المغادرة إلى عدد من الدول الأوروبية، خشية تسليمهم من قبل أنقرة.
وبينما اعتبروا أن القيادات استطاعت تأمين نفسها بالحصول على الجنسية، إلا أن ذلك لن يعفيهم من تكبيل أفواههم تجاه مصر حتى لا تغضب تركيا عليهم في ظل التقارب بين البلدين، خاصة بعد الزلزال الأخير، والذي أسهم في تعزيز العلاقات.
تقارب يتزايد
وأرسلت مصر طائرتي مساعدات إغاثية إلى تركيا تضامنا مع الشعب التركي في تخفيف آثار الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد قبل أسبوعين.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب سوريا وتركيا زلزال بقوة 7.7 درجة، وأعقبه آخر بقوة 7.6 درجة وكذلك آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف وخلّف دمارا ضخما في البلدين.
وتأتي الطائرتان غداة رسو السفينة التابعة للقوات البحرية المصرية “حلايب” في ميناء مرسين الدولي جنوبي تركيا محملةً بـ650 طنا من المساعدات الإنسانية.
وعقب الزلزال أجرى السيسي اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعرب خلاله عن التعازي والتضامن إثر الكارثة، وفي 8 فبراير/شباط الجاري أعلن الجيش المصري تسيير 5 طائرات نقل عسكرية محمّلة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا.
ومنتصف الشهر الجاري، عقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اجتماعاً مع وفد ضم ممثلي شركات تركية تعمل في مصر، أو ترغب في بدء استثمارات جديدة في السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة، ليكون اللقاء الأول منذ 10 سنوات.
ذلك اللقاء وتلك المساعدات كانت نتاج تطور نوعي في مسار التقارب الأمني والاستخباري في الملفات محل النزاع والخلاف، والتي من بينها طريقة تعاطي الدولة التركية مع تنظيم الإخوان.
أبرز المتضررين من تحسن العلاقات