ما هي إلا سويعات قليلة ونودع عام 2022، هذا العام شهد العديد والعديد من الأحداث منها ما هو سعيد ككأس العالم في قطر، ومنها ما هو حزين ليست الأمة العربية فقط بل على العالم كله مثل وفاة الشيخ خليفة بن راشد حاكم الإمارات السابق رحمه الله واختتم العام بوفاة الأسطورة البرازيلية بيلية.
أما هذا العام بالنسبة للإخوان المسلمين أقل ما يوصف به إنه عامل أسود على الجماعة وأنصارها في مختلف الأنحاء والجوانب والبلاد حيث لفظتهم تركيا وأغلقت قنواتهم بل واعتقلت بعض قادتهم واعلاميهم وذلك من أجل التقرب إلى مصر، وتبادل قيادتها وأعضائها الاتهامات بالعمالة للمخابرات المصرية والتركية بل امتدت الاتهامات إلى سرقة أموال الجماعة وغيرها من الأحداث التي يرصدها إليكم العرب الحديث من خلال السطور القادمة.
الإنقسامات تتزايد
الإخوان انقسمت إلى 3 تنظيمات هي (لندن، وإسطنبول، وتيار التغيير)، ومجموعتين: الأولى المجمدون عضوياتهم داخل التنظيم، ومجموعة الداخل المصري والتي تراهن عليها الجبهات المتصارعة»، لافتاً إلى أن «(قيادات السجون) موقفها غير معروف إلى الآن، بشأن تطور الصراع داخل التنظيم، وفي وقت سابق أعلنت (جبهة لندن) أن (قيادات السجون) تدعم إبراهيم منير؛ لكنَّ هذا لم يحلّ الخلاف داخل (الإخوان)»، مشيراً إلى أنه «قد تنحاز (قيادات السجون) إلى محمود حسين، أو أن يكون تأخر (جبهة لندن) في إعلان اسم القائم بالأعمال، هو للحصول على دعم وموافقة (قيادات السجون)».
موت إبراهيم منير وقفز محمود حسين لكرسي القيادة
توفي في العاصمة البريطانية لندن إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان المسلمين ومسؤول تنظيمها الدولي، عن عمر ناهز 85 عاما، في بداية نوفمبر الماضي، مما اعطى محمود حسين قائد جبهة اسطنبول لتنصيب نفسه قائمًا بأعمال المرشد العام للجماعة، إستنادًا لللائحة تنص على أنه «في حال حدوث موانع قهرية، ويحل محله نائبه الأول، ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء (مكتب الإرشاد ) وحيث لا يوجد حالياً من أعضاء (مكتب الإرشاد) بعد حبس محمود عزت، سوى محمود حسين، فقد قرر المجلس أن يتولى الأخير مهام القائم بأعمال مرشد للجماعة »، وهو ما زاد الإنقسامات والاعتراضات داخل الجماعة حيث ردت «جبهة لندن» بإعلانها أن القائم بأعمال المرشد خلافاً لإبراهيم منير، هو محيي الدين الزايط. وذكرت «جبهة لندن» أن «الزايط، هو القائم بأعمال المرشد لحين استكمال الترتيبات اللازمة بتسمية القائم بالأعمال».
وفاة القرضاوي المرشد الروحي للجماعة وفقدانها للمرجع الأخير
فقد تنظيم الإخوان الإرهابي بوفاة مرشده الروحي يوسف القرضاوي أحد أهم منظريه ورجل التنظيم الدولي النافذ ومسموع الكلمة.
ستترك وفاة القرضاوي فراغا يصعب أن يجد التنظيم شخصا يملؤه، في الوقت القريب؛ نظرا لافتقارهم للكوادر الصالحة لذلك، فضلاً عن اشتعال الخلافات والانشقاقات التي تجتاح الإخوان مؤخرا.
غير أن من المحتمل أن يكون لوفاة القرضاوي ثمة تأثيرات غير مباشرة على الخلافات بين أجنحة الإخوان المتصارعة على القيادة.
تقارب مصر مع قطر وتركيا يربك حسابات قيادات الإخوان
عام 2022 شاهد تقارب كبير والتحسن في العلاقات بين مصر وقطر وتركيا وهما الدولتان الأكثر دعمًا للإخوان، مما أربك حسابات قيادات الجماعة التي كانت تعول على مساعدات الأجهزة الأمنية العسكرية في هاذان البلدان.
ظهر مؤخرا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو يصافح نظيره التركي في إفتتاح مونديال 2022 بالدوحة، وهو أول لقاء مباشر بينهما منذ 2013، حيث اعتاد أردوغان على مهاجمة السيسي وتقديم دعم مادي وعسكري لجماعة الإخوان المسلمين، وهو تقدم كبير في العلاقات بين البلدان.
وتأتي هذه المصافحة، بعد عدة خطوات اتخذتها أنقرة للتقرب إلى مصر مثل إغلاق قنوات الإخوان واعتقال عدد من القيادات مثل حسام الغمري والعديد من الإعلاميين المواليين للجماعة وإصدار تعليمات لكل من على أراضيها من المعارضين المصريين بعدم إساءة استخدام الحماية التي توفرها لهم الدوله التركية في الإساءة إلى القيادات المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكانت العلاقات المصرية القطرية قد شهدت تطورا كبيرا ومصالحة شاملة بعد اتفاق العلا بالمملكة العربية السعودية، ومن ثم عودة الاستثمارات القطرية إلى مصر، وتبادل الزيارات بين قيادة البلدين آخرها دعوة الأمير تميم بن حمد الثاني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور افتتاح كأس العالم بقطر 2022.
إدراج تنظيم الإخوان المسلمين على قوائم الكيانات الإرهابية لمدة 5 سنوات
وفي 17 أكتوبر 2022، منيت الجماعة بضربة “قاصمة”، تمثلت في قرار لمحكمة جنايات القاهرة، بإدراج تنظيم الإخوان المسلمين على قوائم الكيانات الإرهابية لمدة 5 سنوات، بعد حكمين آخرين كانت قد أصدرتهما محكمة الجنايات في أبريل 2018 وأبريل 2022، ويقضيان بإدراج 1527 شخصاً وقيادياً في جماعة الإخوان على قوائم الكيانات الإرهابية.
فشل تحريض الإخوان على التظاهر في 11-11
ضربات متتالية حاول تنظيم الإخوان الإرهابي الالتفاف عليها، بالدعوة لاحتجاجات في مصر في 11 نوفمبر 2022، بالتزامن مع مؤتمر المناخ، مستغلا الأزمات الاقتصادية التي تمر بها مصر، للتشكيك في قيادة البلاد.
ولتسهيل مهمته، أطلق تنظيم الإخوان في 22 و23 أكتوبر 2022، فضائيتين جديدتين، خصصتهما لدعوات للمظاهرات ضد الحكومة المصرية، والتي كانت مقررة يوم الجمعة 11 نوفمبر الماضي.
إحدى هاتين القناتين كانت تسمى “حراك 11-11” والتي كان يقف خلفها “تيار التغيير”، إلا أنها ولدت ميتة، خاصة بعد أن تأجل بثها عدة مرات، حتى ألغيت الفكرة، والأخرى كانت قناة “الشعوب”، والتي ما زالت تبث سمومها، أطلقتها جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، واتخذت من العاصمة البريطانية لندن مقرًا لها، ومن مصر هدفًا لمهاجمتها.
قيادات «إخوان» مصر مجدداً على قوائم الإرهاب
وفي 27 ديسمبر الحالي، أدرجت مصر قيادات من تنظيم «الإخوان» الذي تصنفه سلطات البلاد «إرهابياً» على قوائم «الإرهابيين» مجدداً، وتأتي الإدراجات الأخيرة، والتي شملت وزيراً ونائباً برلمانياً في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لـ«الإخوان»، بعد أيام من مطالبة محكمة مصرية للسلطات في القاهرة بمخاطبة «الإنتربول» الدولي لإدراج إعلاميين موالين للتنظيم على «النشرة الحمراء» وضبطهم، بعدما أسندت إليهم «تمويل الإرهاب».
وقررت محكمة جنايات القاهرة «إدراج 5 من عناصر (الإخوان) على قائمة (الكيانات الإرهابية) لمدة 5 سنوات». ونشرت الجريدة الرسمية بمصر مساء أول من أمس الخمسة المدرجين على قائمة «الكيانات الإرهابية»، وأبرزهم، وزير التموين الأسبق في عهد محمد مرسي، باسم عودة، وعضو البرلمان المصري الأسبق في عهد «الإخوان» عمرو محمد زكي، وعضو حزب «الحرية والعدالة» (المنحل) الذراع السياسية للتنظيم، مجدي عبد الحليم.