علاج جديد يدخل خط مواجهة كورونا
أفادت وكالات الأنباء والمواقع العالمية المختصة بالجانب الطبي، توصل فريق بحثي من جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، إلى علاج بروتيني محتمل يمكن أن ينضم إلى قائمة علاجات «كورونا المستجد»، وهو جزيء صغير بحجم 1 نانومتر تقريباً، يسمى (RK – 33) له فاعلية في منع الفيروس من السيطرة على الخلايا البشرية، من خلال شل قدرته على الاستيلاء على «مصنع التصنيع الجيني» للخلية المضيفة، وعمل نسخ منه.
وتظهر الدراسة التي أجريت على هذا الجزيء الصغير، والتي نشرت في العدد الأخير من دورية «فرونتيرز إن ميكروبيولوجي»، أن قدرته المضادة للفيروسات لا تتأثر بطفرات البروتين السطحي لفيروس كورونا المستجد (سبايك) وظلت ثابتة عبر أربعة أنواع من المتغيرات، وذلك بعكس اللقاحات الحالية وبعض الخيارات العلاجية الأخرى، والتي تتأثر فاعليتها بحدوث تغيير في تركيبة بروتين «سبايك».
ولعدة سنوات، درس فينو رأمان، أستاذ الأشعة وعلم الأورام في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، الباحث الرئيسي بالدراسة، تأثير هذا الجزيء في تثبيط بروتين (DDX3) الذي تعتمد عليه الخلايا السرطانية، وفي هذا العمل الجديد وجدوا أنه يفعل نفس الشيء في مواجهة فيروس «كورونا المستجد».
و(DDX3)، هو بروتين يعمل على فك الحمض النووي الريبي مزدوج الشريطة الذي يتحكم في العديد من الخلايا السرطانية، ما يتيح قراءة (أو ترجمة) الشفرة الجينية للحمض النووي الريبي، وهذا بدوره يؤدي إلى تكوين خلايا سرطانية جديدة وانتشار خبيث للمرض. وأشارت الدراسات التي أجراها فريق رامان وآخرون إلى أن جزيء (RK – 33)، هو مثبط لبروتين (DDX3)، ويمكن أن يبطئ تقدم السرطان عن طريق منع الحمض النووي الريبي من فك الترجمة.
ولأن العديد من الفيروسات تكون مادتها الوراثية هي الحمض النووي الريبي، فقد ثبت أن بروتين DDX3. يساعدها في تعزيز العدوى، وتم اختبار جزيء (RK – 33) كعامل مضاد لها. وكشفت الدراسات العلمية أن «تركيزات صغيرة منه منعت التكاثر والإصابة بفيروسات الإنفلونزا البشرية وحمى الضنك وزيكا، وفيروس غرب النيل»، لذا قرر فريق رامان معرفة ما إذا كان يمكن أن يعمل مع «كورونا المستجد» أم لا.
واستخدم الفريق البحثي جزئيء (RK – 33) لاستهداف البروتين (DDX3) في الخلايا المختبرية المصابة بأربعة أنواع من «كورونا المستجد»، تشمل الفيروس الأصلي ومتغيرات (ألفا) و(بيتا) و(دلتا).
ويقول رامان في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، الشهر الجاري: «تشير نتائجنا إلى أنه بالنسبة لمتغيرات (كورونا المستجد) الأربعة التي اختبرناها، أظهر العلاج بجزيء (RK – 33) للخلايا المصابة انخفاضاً كبيراً في الحمل الفيروسي (عدد جزيئات الفيروس في حجم العينة)، بقدر ألف ضعف». ويضيف «تماشياً مع هذه النتيجة، رأينا انخفاضاً في الإنتاج لمعظم بروتينات وجينات الفيروس، بما في ذلك بروتين (TMPRSS2)، والذي نعلم أنه يسهم بقوة في العدوى وانتشار فيروسات (كورونا)».
وحالياً، ينظر رامان وفريقه في فاعلية الجزيء (RK – 33)، باعتباره مضاداً للفيروسات ضد متغير (أوميكرون). ويأمل الباحثون في نشر النتائج التي توصلوا إليها في وقت لاحق من هذا العام.