كشف وزير خارجية السودان المكلف، عمر قمر الدين، مساء الأحد، أن حكومة بلاده لم تناقش في أية لحظة الموقف من إسرائيل، وأنه شخصيا لم يتلق من رئاسة الوزراء أي توجيه يتعلق بالتطبيع.
وشدد وزير الخارجية السوداني المكلف، في حوار مع التلفزيون السوداني، على أنه منذ أن تم تكليفه بتولي وزارة الخارجية في يوليو الماضي، “لم تتصل إسرائيل بالسودان”.
وقال:”لا أعلم ولم أر أي تقرير ينم عن رأي السودان في هذا الأمر، ولا تعليق على موقف السودان، لأني لم أتلق من رئاسة الوزراء أي أمر بفحوى هذا الموضوع، ولم يأت لي أي توجيه، ولم يصلني أي شئ عن هذا الأمر”.
وأوضح أن “وزارة الخارجية تعمل على صياغة سياسة السودان الخارجية التي ستقترحها على مجلس الوزراء”، لافتا إلى أن السودان يعمل بجد على رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأضاف قمر الدين: “لم أر منذ أن كنت ناشطا في الولايات المتحدة، أي وثيقة أو جملة تربط بين وجود السودان في القائمة أو رفعه منها، بأي دولة أخرى، غير الولايات المتحدة الأمريكية”.
وقال قمر الدين إنه “تم إعفاء السفير حيدر بدوي من منصبه كناطق رسمي باسم الوزارة، بعدما أدلى بتصريحات صحفية حول هذا الملف، ليس لفحوى التصريح، ولكن لمخالفته لوائح العمل في وزارة الخارجية”، لافتا إلى أن “الوزارة لم تناقش الأمر ولم تصدر فيه توجيها واضحا، وبالتالي الحديث عنه يعتبر كسرا لقوانين العمل في الخدمة المدنية، ولذلك تم إعفاؤه من منصبه كناطق رسمي”.
وأضاف: “هذا الأمر سياسة عليا لا يجوز لأحد أن يتحدث فيها إلا بأمر أو أذن، وحكومة السودان لم تناقش موقف السودان من إسرائيل في أي لحظة من اللحظات بعد أن التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في فبراير الماضي، وهناك مضابط مجلس الوزراء والاجتماعات المشتركة بين مجلسي الوزراء والسيادة”.
تأتي هذه التصريحات تزامنا مع بدء وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الاثنين، جولة في الشرق الأوسط تشمل السودان والإمارات والبحرين وإسرائيل، ومن أبرز القضايا المقرر مناقشتها اتفاق السلام الموقع بين الإمارات وإسرائيل، بجانب إبراز دعم واشنطن لما وصفه بتعميق العلاقات بين الخرطوم وأبو ظبي.
وأثار المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية المقال من منصبه، حيدر بدوي صادق، الجدل عندما قال يوم الثلاثاء الماضي، إن”السودان يتطلع لإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل تكون قائمة على مصلحة السودان، لكن من دون التضحية بالقيم والثوابت”.
وأعقب ذلك تأكيد وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، أن هناك مباحثات بين بلاده والسودان، وإشارته الصريحة إلى أن إسرائيل “تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام”. وذكر أن الاتفاق المستقبلي مع الجانب السوداني، سيشمل إعادة لاجئين سودانيين في إسرائيل إلى بلدهم، موضحا أن “إسرائيل تجري محادثات مع دول عربية وإفريقية أخرى”.