تبرير وتناقض.. تعليقات الإخوان من زيارة رئيس الاحتلال لتركيا
تصدر وسم، خليفة المسلمين موقع التواصل الاجتماعي تويتر، للسخرية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد استقباله وترحيبه الواسعين برئيس الاحتلال الإسرائيلي، وتداول النشطاء، ردود الإخوان الموالين لأردوغان والتي تحمل تنقادا كبيرا بين موقفهم من زيارة المسؤول الصهيوني من تركيا وغيرها من الزيارات الإسرائيلية للدول العربية.
وقال النشطاء إن الخليفة المزعوم وضع لفائه من أبواق الإخوان في مأزق حرج جدا، وذكروهم بتصريحاته العنترية التي طالما تغنى بها أنصاره ممن يعيشون “وهم الخلافة” والإشعاراتٌ رنانة وخطاباتٌ فارغة، تاجر الرئيس التركي بالقضية الفلسطينية على مدى الأعوام الماضية بمختلف الطرق، وكان نبراسًا لأبواق الإخوان في بعض الأحيان، ومادةً إعلامية دسمة في أحيانٍ أخرى، بيد أن علاقاته بالكيان الصهيوني كانت تطفئ ذلك النبراس، فنراهم يختفون أو يتعامون عما يحدث، وتلك المواد الدسمة يعسر عليهم هضمها، ولكن باستقباله للرئيس الإسرائيلي وحديثه عن قوة العلاقات جعل أتباعه في موقفٍ محر.!.
ومن خلال السطور التالية نرصد تعليقات الإخوان المتناقدة والضحكة والغريبة على الزيارة،
جمال سلطان يفتي في المفتي
البداية من الكاتب الصحفي المصري جمال سلطان الذي يقارن يوميا بين الوضع في مصر التي يصفها بالجحيم، وتركيا أرض النعيم في مخيلته، والذي قال، «العلاقات بين تركيا وإسرائيل لا تحتاج إلى “تطبيع”، هي طبيعية وراسخة ومتشعبة منذ 73 سنة، عبر حكومات عسكرية ومدنية متعاقبة، اردوغان ورث هذه التركة، لم ينشئها، وكثيرا ما تصادم معها وقطعها، ويتعامل معها بندية لتقليص مخاطرها على مصالح بلده، وحماية الحقوق التاريخية لفلسطين وشعبها».
حماس تدين
ومن جانبها، أصدرت حركة “حماس” بياناً رسمياً قالت فيه إنها “تتابع بقلق بالغ” زيارات مسؤولي إسرائيل وقادتها “لعدد من الدول العربية والإسلامية”، وآخرها “زيارات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لعددٍ من دول المنطقة”، دون أن تذكر اسم تركيا صراحة.
وأعربت عما وصفته بـ”الأسف من تلك الزيارات” لدول كانت تعتبرها “تمثل عمقاً للقضية الفلسطينية”.
القرضاوي يراوغ
وعلى غير عادته في المصارحة والمواجهة، خرج يوسف القرضاوي، الرئيس السابق لـ “اتحاد علماء المسلمين” والقيادي الإخواني البارز بتغريدة غامضة على حسابه في “تويتر” قال فيها: “دخلنا جُحر الغرب مرة فلدغتنا عقرب الليبرالية، ثم دخلنا مرة أخرى فلدغتنا أفعى الاشتراكية، ولو كنا مؤمنين حقًا ما لُدغنا من الجحر الواحد مرتين.. لكن ضَعُف إيماننا، فتكرر لدغنا! والمؤسف حقًا أن نُلدغ مرتين ولا نعتبر.. وكأنما نريد أن نبقى الدهر في جُحر العقارب والأفاعي”. وقد طالبه متابعوه بالإجابة بشكل واضح عن رأيه في زيارة رئيس إسرائيل لتركيا واستقبال أردوغان له.
عاصم عبد الماجد محلل سياسي بدلا من رفع شعار الجهاد
وفي الإطار ذاته، قال عاصم عبد الماجد، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والموالي لجماعة الإخوان، والذي رفع شعار الجهاد وكان ضمن المتهمين باغتيال الرئيس الأسبق السادات بزريعة انه عقد السلام مع الاحتلال، في تغريدات له: “قيل لي ما رأيك في زيارة رئيس الكيان لأردوغان. قلت هي قاعدة ذهبية تعلمتها في ثلاثين سنة كاملة وهي ما لا يؤثر فيه قولك.. فاصمت عنه. أقول قولي هذا وأنا لا أعيش في تركيا وأستطيع أن أملأ الفضاء الإلكتروني بلعن أردوغان، بل ولو كنت في تركيا ففي استطاعتي أنا وأي مواطن أو مقيم أن يلعن رئيسها، فإن قيل لكنكم تتكلمون في حق رؤساء دول أخرى منتقدين مثل هذه المواقف مع أن قولكم لا يؤثر قلت بل يؤثر بإيقاظ الرأي العام ضدهم”.
وتابع: “فإن قيل فلماذا لا تفعلون ذلك مع أردوغان لنفس الهدف، قلت لأن تأليب الرأي العام على أردوغان هدف الصهاينة والطغاة وليس هدفنا ولا هدف أهل الدين”، حسب زعمه.
وأضاف زاعماً: “والفارق بين أردوغان وغيره واضح، وهو كالفارق بين التتار والمماليك، هذا مع علم كل منصف عاقل أن أردوغان لم يستحدث العلاقة الدافئة مع إسرائيل ولكنه ورثها من العسكر، ثم سعى لتقليصها بشدة، فإن اضطر لإحياء بعض دفئها فلضرورة لا تخفى على أحد”.
واختتم القيادي الصادرة بحقه أحكام قضائية بالإعدام لتورطه في قضايا عنف وقتل وإرهاب في مصر قائلاً: “خلفية أردوغان وأهدافه وسياساته وتاريخه يؤكد أنه يناور، وحتى لو غير ذلك فلتكن هذه الزيارة من سيئاته ولنضع الرجل بحسناته وسيئاته في الميزان”.
إبراهيم الديب يستجلب التعاطف للخليفة
من جهته، قال القيادي الإخواني المصري إبراهيم الديب المقيم في ماليزيا، إن أردوغان يمارس “استراتيجية كبيرة ويتحرك وفق مصالح عليا” لبلاده، على حد قوله، مضيفاً: “عاطفيا نتحفظ على الزيارة لكن العاطفة ما أغاثت شعبا وما أقامت دولة، لكن سياسيا وعمليا لا بد أن نبحث عن المصالح وتحقيق أهداف اللحظة التاريخية، في سياقها الاستراتيجي”. واختتم قائلاً: “الأمور بمقاصدها وإنجازاتها.. أعان الله تركيا ووفق أردوغان”.
وزار الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تركيا أمس في زيارة هي الأولى لرئيس إسرائيلي إلى تركيا منذ 2007. واستقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال إن زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى أنقرة نقطة تحول في العلاقة مع تل أبيب، مؤكداً استعداد تركيا للتعاون مع إسرائيل في مجالات الدفاع والطاقة.