أخبارتحقيقتقارير عربيةسياسةعربيفلسطينمجتمعملحق فلسطين

حركة حماس…تاريخ من التوترات والعداءات

يهتم صانع القرار المصري بالقضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى اليوم، كما تسعى مصر بشتى الطرق للتفاوض لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة والتعاون مع حركة حماس لحل القضية الفلسطينية إلا أنها كانت دائما في موقع الخلاف.

إسماعيل هنية .. عداء أم احتواء

مازالت هناك علامات استفهام حول علاقة حماس بمصر، خاصة مع العداءات المتكررة التي تشنها الحركة اتجاه مصر والتصريحات المتناقضة لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل الذي عمل مساعد للشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس ثم قائد بارز في حماس، فرئيسا لمكتبها السياسي 6 مايو 2017، خلفا لخالد مشعل بعدما اختاره أعضاء مجلس الشورى العام في انتخابات أجريت في العاصمة القطرية الدوحة وفي غزة في وقت متزامن؛ حيث تؤكد التصريحات عن دور مصر المحوري إلا أن المواقف الإعلامية والسياسية والعسكرية لحركة حماس تعكس العداء المستمر ودعم لخيوط الإرهاب ورفض كل محاولات الاحتواء وفرص وجود علاقات جيدة مع القاهرة.

تاريخ من التهديدات والعلاقات المتأرجحة

مرت العلاقة بين الدولة المصرية وحركة حماس الداعمة لجماعة الإخوان بفترات مختلفة حاولت فيها مصر على مدار العقود الماضية الإبقاء على العلاقات قائمة بينهما رغم التجاذبات وتجنب الوصول إلى طريق مسدود ودائمًا تجد مصر راعية لاتفاقيات المصالحة والتهدئة مع السلطات الإسرائيلية، إلا أن حماس لعبت دورًا بارزًا في أحداث العنف خلال ثورة 25 يناير 2011 وما بعدها خاصة بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وخلال الفترة بين 2011 وحتى تولي الرئيس مرسي في 2012 نفذت حماس 12 هجومًا إرهابيًا ضد خط أنابيب الغاز الواصل بين مصر وإسرائيل والأردن وهاجمت مراكز الشرطة المصرية شمال سيناء وذلك من خلال التنظيم الذي أنشأته في سيناء.

ونجد أن العلاقة توطدت بين جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس (أحد أزرع الجماعة) في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي عام 2012 عملت حماس على توسيع شبكة أنفاقها بين شبه جزيرة سيناء في إدخال العناصر المسلحة إلى داخل مصر، وكانت المعضلة الرئيسية في الأنفاق المنتشرة على طول الحدود وتسيطر عليها حماس، كما استغلت الأنفاق الممتدة عبر الحدود لدخول مصر وتهريب الأسلحة المستحدمة للفتك بالجيش والشرطة وترهيب المواطنين

حماس والأمن القومي المصري

كانت أبرز مطالب مصر من حماس هي إغلاق الأنفاق ومنع تسلل الأفراد إلى سيناء والتوقف عن مدهم بالسلاح وألا تكون شريك في أي عمل يهدد أمن مصر، حيث سجلت السنوات الأخيرة عمليات دموية في شبهه جزيرة سيناء بحث جنود الجيش المصري، وأثارت تلك العمليات الإجرامية الكثير من التساؤلات في علاقة حماس والإخوان وتنظيم داعش خاصة بعد سقوط نظام الرئيس الإخواني محمد مرسي وعزله من قبل الجيش المصري.

بالرغم من تحسن العلاقات الفترة الأخيرة والتي ظهرت في فتح معبر رفح بين الحين والآخر، إلا أن صور الغدر مستمرة كتهريب السلاح والمرتزقة الإرهابيين إلى مصر، واستقطاب شباب سيناوي لتدريبه على العمليات الانتحارية ضد قوات الجيش والشرطة المصرية.

مصر دعم مستمر.. وحماس تخرب القضية الفلسطينية

وتقود مصر والأمم المتحدة وقطر منذ عام 2019 مشاورات للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل تستند على تخفيف الحصار المفروض على القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطنيون قرب الحدود مع إسرائيل.

واستمرارًا لجهود مصر لدعم القضية الفلسطينية والتفاوض لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة خاصًة بعد تصاعد التوتر منذ أسبوع بين حركة حماس في قطاع غزة وإسرائيل، فقد عقد وفد مصري لقاء في غزة شارك فيه قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار وعضوا المكتب السياسي للحركة خليل الحية وروحي مشتهي.

ورفضت الحركة وقف أنشطة إطلاق البالونات الحرارية التي يطلقها الشبان الفلسطنيون باتجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، مؤكدة على أنها طلبت وضع مطالب جديدة للوفد المصري يتجاوز سقفها المنحة القطرية تتعلق بالمشاريع الاقتصادية وزيادة العمال الفلسطنيين في المنطقة الصناعية إلى 100 ألف، إضافة إلى تحويل أموال المقاصة إلى غزة وقيام حماس بإطلاق الصواريخ.

من جانبه، أعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، معارضته لموقف مصر المؤيد لتطبيع دولة الإمارات مع إسرائيل، وذلك خلال لقاء تليفزيوني عبر قناة TRT التركية، حيث هاجم فيه اتفاق التطبيع الإماراتي.

ورغم محاولة مصر الدائمة للمحافظة على العلاقة بينها وبين الفلسطنيين بكافة أطيافهم، إلا أن تلك التوترات والهجمات التي تبنها حركة حماس أحدثت شرخًا في العلاقات بين مصر وقطاع غزة والتنظيمات الإسلامية التي تسيطر على القطاع، كما تؤكد على قيام حركة حماس بتخريب القضية الفلسطينية وليست العلاقات المصرية فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى