في تعبيرٍ من السودان عن رفضها لأي وجود إثيوبي في مهمة للسلام على أراضيه، أو أي مشاركة في القوات الدولية الموجودة بين السودان الشمالي والسودان الجنوبي، أكدت الخرطوم رغبتها في استبدال القوات الإثيوبية بقوات ضمن الأمم المتحدة من دولة أخرى.
دعت حكومة السودان، اليوم السبت، بنجلاديش للمساهمة في بعث الأمم المتحدة إلى منطقة أبيي “يونيسفا”، ضمن القوات البديلة عن القوات الإثيوبية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام سودانية.
جاء ذلك خلال لقاء وزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي بنظيرها البنغالي أبو الكلام عبد المؤمن، على هامش زيارة رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إلى جوبا.
وأشادت الوزيرة الصادق المهدي، بجهود بنجلاديش في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام خلال ثلاثة عقود من الخدمة والتضحية.
وأعربت عن أملها في نقل التجربة والحصول على فرص تدريب بأكاديميتها في مجال حفظ السلام خاصة بعد طلب الأمم المتحدة من السودان المشاركة في بعثات حفظ السلام كأحد البلدان التي تعمل على الاستقرار الإقليمي والعالمي، مشيرة إلى تجارب بنجلاديش الناجحة في عمليات التنمية وتمويل الفقراء.
وجددت الوزيرة حرص السودان على التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادل الخبرات والتجارب.
كما أطلعت الوزيرة نظيرها خلال اللقاء على الجهود التي يبذلها السودان في حفظ السلام والاستقرار في المنطقة، وحرصه على إنفاذ الاتفاقية المنشطة في جنوب السودان كضامن لها، وجددت موقف السودان في إيجاد صيغة اتفاق ملزم حول سد النهضة بما يحفظ حقوق كل الأطراف.
من جانبه، أعرب وزير خارجية بنجلاديش عن ثقته في السودان وإمكاناته الحقيقية للإسهام في فض النزاعات وحفظ السلام في المحيطين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى العلاقات الثنائية بين البلدين التي تجعلهما في تنسيق مستمر في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا حرص بلاده على احتواء النزاعات بالحواروالتعاون بين الأطراف كافة، وأن بنجلاديش لديها تجربة في عمليات حفظ السلام وعلى استعداد لمشاركة السودان هذه التجربة والاستفادة المتبادلة.
وقبل ذلك، طالبت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي بسحب القوات الإثيوبية المشاركة في بعثة الأمم المتحدة الأمنية “يونيسفا” في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا.
وأكدت وزيرة الخارجية السودانية خلال لقاء جمعها بنائب وزير خارجية جنوب السودان دينق داو في الخرطوم الأربعاء الماضي وفقا لوكالة “سونا”، على أهمية استمرار البعثة لحفظ الأمن بالمنطقة وضرورة سحب القوات الإثيوبية منها واستبدالها بقوات أخرى.
وثمن نائب وزير خارجية جنوب السودان دينق داو الاهتمام والأولوية التي توليها سياسة السودان الخارجية لعلاقات حسن الجوار، والتي تمثلت في أول زيارة خارجية للوزيرة إلى جوبا.
وأكد الجانبان عمق ومتانة العلاقات الثنائية التكاملية التي تربط بين جمهورتي السودان وجنوب السودان وأهمية تعزيزها في مختلف المجالات وعلى رأسها تعزيز وحماية حقوق الإنسان بالاستفادة من خبرات السودان في هذا المجال وتدريب وبناء قدرات الدبلوماسيين جنوب السودانيين.
وتأسست قوات “يونيسفا” عام 2011، بهدف رصد التوتر بين دولتي السودان وجنوب السودان في منطقة أبيي الغنية بالنفط.