فشلت إثيوبيا في إتمام الملء الثاني لسد النهضة، ولم يكتمل ملء السد بمعدل 13 مليار متر مكعب كما كان مخططًا له، واكتفت بملء 3 مليارات متر مكعب فقط؛ بسبب مشكلات فنية كبيرة، وَفق ما ذكره خبراء في السدود.
وقال الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، إن تحديد معايير النجاح من الفشل هي الأهداف والنتائج المرجوة؛ حيث حددت أديس أبابا أن يكون الحجز ما يقارب 13.5 مليار متر مكعب، ومع ذلك لم تصل إلى هذا الرقم؛ بل لم تخزن سوي 3 أو 4 مليارات فقط؛ ليكون الإجمالي 7 أو 8 مليارات، متسائلًا عن النجاح وأسباب الاحتفاء.
وأضاف علام، في تصريحات صحافية، أن إثيوبيا لن تستطيع توليد الكهرباء بالكمية التي حددتها بل ستولد الطاقة من التوربينَين المنخفضَين، والذي كان يمكنها توليدها من الملء الأول؛ مما يزيد من الفشل الإثيوبي.
ولفت وزير الري الأسبق إلى أن إثيوبيا لم تصل إلى كمية الملء التي تؤمن السد من أي عمل عسكري، مضيفًا أن إثيوبيا تعاني في أعمال البناء والتشييد.
وذكرت هيئة الإذاعة الإثيوبية، التي تديرها الدولة، أن مرحلة الملء الثاني لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق قد اكتملت.
وأكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، أن ما قامت به إثيوبيا حاليًّا هو مناورة سياسية، فهي بدأت الملء الثاني لتثبت للشعب الإثيوبي ما وعدته به في تحقيق ما أوهمته به؛ من أجل الفوز بالانتخابات، وفي نفس الوقت لم تستطع فعليًّا الوصول إلى منسوب 595 مترًا وتخزين الكمية المطلوبة للملء الثاني (13.5 مليار متر مكعب)، بسبب مشكلات تنفيذ بناء السد.
وأوضح الصادق، في تصريحاته، أن إثيوبيا لم تصل إلى كامل الكمية التي تعترض عليها كل من مصر والسودان؛ حقيقة الأمر أن بحيرة سد النهضة تقترب من الوصول إلى منسوب الخرسانة الحالية 573 مترًا؛ مما يصعب من رفعها أكثر من ذلك مع استمرار هطول الأمطار، وستمر المياه أعلى الممر الأوسط بعد يومَين.
وأشار أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين إلى أنه رغم ضعف الملء الثاني الذي يقارب 3 مليارات متر مكعب، وبإجمالي 7.9 مليار متر مكعب بعد فقد 100 مليون متر مكعب من الملء الأول، والذي كان 5 مليارات متر مكعب العام الماضي؛ فإن إثيوبيا تستعد للاحتفال بنهاية الملء الثاني، مما يؤكد أن السد أصبح أداة سياسية إثيوبية تناور بها داخليًّا وخارجيًّا، حيث تحاول إثيوبيا تحقيق أقصى استفادة منها، مضيفًا: في ظل فشل اكتمال الملء الثاني هذا العام، فنرى أن الفرصة سانحة إلى العودة إلى المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي مرة أخرى، وأن هناك وقتًا كافيًا للوصول إلى اتفاق.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة وخبير الموارد المائية، إن هجوم الفيضان يوقف التخزين الثاني؛ حيث توقفت إثيوبيا عن التعلية عند 8 أمتار بدلًا من 30 مترًا، وبدأ مرور الفيضان أعلى الممر الأوسط والاكتفاء بتخزين 3 مليارات متر مكعب هذا العام بدلًا من 13.5 مليار متر مكعب، بإجمالي تخزين 8 مليارات متر مكعب.. هذه الكمية كافية لتوليد كهرباء من أول توربينَين على مستوى منخفض 560 مترًا، ومخزون العام الماضي كان كافيًا لتشيغلهما ولكنهما غير جاهزين للعمل حتى اليوم.
وأوضح شراقي أنه سبق وبرر رئيس الوزراء الإثيوبي هذا الإخفاق للظروف الأمنية التي تمنع وصول الأسمنت من المصنع إلى منطقة السد في موعده حيث تحتاج حاليًّا إلى 10 أيام بدلًا من ثلاثة في الظروف العادية، بالإضافة إلى مشكلات التمويل، وأخيرًا هجوم الأمطار، مؤكدًا الرفض المصري والسوداني للتخزين بصرف النظر عن كميته.