وجهت عدة مستشفيات في نيودلهي، ثاني أكبر مدينة هندية بعد مومباي ويقطنها 13 مليون نسمة، نداءات استغاثة من أجل الحصول على عن إمدادات طارئة للأكسجين اللازمة لغرف العناية المركزة، لإنقاذ مرضى فيروس كورونا.
وتسارع الهند، عن طريق الجو والقطارات والبر، من أجل نقل كميات كبيرة من الأكسجين الطبي إلى المستشفيات في عاصمتها نيودلهي، ومناطق أخرى تضررت بشدة من الارتفاع القياسي في عدد الإصابات بالوباء.
وأعلنت وزارة الصحة الهندية، السبت، أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا زادت 346786 حالة خلال 24 ساعة، مسجلة رقما قياسيا جديدا للإصابات على مستوى العالم لليوم الثالث على التوالي، في الوقت الذي ناشد به العديد من المستشفيات في البلاد ذات الكثافة السكانية العالية الحصول على إمدادات من الأكسجين
ووصفت منظمة الصحة العالمية الحد من انتشار المرض في الهند بأنه “مهمة صعبة للغاية”، فيما اتجهت الحكومة الهندية إلى تشغيل قطارات “أكسجين إكسبرس” لنقل خزانات الأكسجين لمواجهة الارتفاع الحاد في عدد الإصابات بالمستشفيات.
ويعود ارتفاع الإصابات، جزئيًا، إلى متغير جديد تقول الصحة العالمية إنه اكتُشِف لأول مرة في الهند الخريف الماضي، بينما لا يزال الخبراء منقسمين حول ما إذا كان ذلك المُتغير هو المحرك الرئيسي لانفجار كورونا في البلاد.
والمُتغير الهندي “بي 1617” مُصنّف حاليًا على أنه “مثير للاهتمام” من قِبل الصحة العالمية. ووصفته تقارير إعلامية عِدة بأنه “طفرة مزودجة”، لكن لا يوجد دليل واضح حتى الآن على ما إذا كان أكثر قابلية للانتقال أو أنه أكثر فتكًا.
ويقول علماء الفيروسات إن الفيروسات تتحور طوال الوقت، وإن العديد من الطفرات غير مهمة.
وأغلب هذه التحورات كبيرة وجوهرية، وبعضها قد يجعل الفيروس أقل خطورة. لكن تحورات أخرى قد تجعله أكثر تسببًا للعدوى وأكثر مقاومة للقاحات.
ومع ذلك، تُثير بعض الطفرات- مثل الطفرة الهندية- قلقًا لأنها رُبما تمنح الفيروس القدرة على أن يكون أكثر قابلية للانتقال، ويُسبب مرضًا أكثر خطورة مقارنة بالسلالة الأصلية، ويهرب من المناعة المُكتسبة إما بالتلقيحح أو بعدوى سابقة بكوفيد 19.
وإذا ظهرت مزيد من الأدلة على أن الطفرة الهندية تتسبب في إحدى هذه الأشياء أو أكثر، فقد يسترعي الأمر نوعًا آخر من الاهتمام والقلق.
وتُعد المتغيرات التي تم اكتشافها لأول مرة في بريطانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا “مثيرة للقلق” ولا يزال يجري تتبعها.
كما يحتوي المتغير الجديد على طفرتين في البروتين الشائك الذي يستخدمه الفيروس لربط نفسه بمستقبلات الخلية البشرية والدخول إلى الخلية، لذا يُطلق عليه “متحور مزدوج”.
يقول بعض الخبراء إن المصطلح خاطئ إلى حد ما ولا يعني في حد ذاته أن المُتغير أكثر عدوى أو أكثر فتكًا.
وعُثِر على الطفرتين اللتين يحملهما المتغير الجديد “”E484Q و””L452R، بشكل منفصل في متغيرات كورونا الأخرى، ولكن المختلف في المتغير الهندي أنه يجمع بين الاثنين معًا للمرة الأولى.
وما أثار انتباه العلماء أن طفرة “E484Q” ترتبط ارتباطًا وثيقًا بطفرة أخرى شوهدت في المتغيرات المثيرة للقلق التي تم اكتشافها لأول مرة في جنوب أفريقيا والبرازيل، فيما لوحظت طفرة “L452R” في متغيرين تم اكتشافهما لأول مرة في كاليفورنيا ويُعتقد أيضًا لتكون أكثر قابلية للانتقال.