أعلنت الصين، رسميا، تفشي حمى الخنازير الإفريقية، وذلك بعدما تم اكتشاف الحالات في محافظة أبا بمقاطعة سيتشوان الجنوبية الغربية، ومدينة شيانغيانغ، الرئيسيتين المنتجة للحوم الخنازير، في مقاطعة هوبي وسط البلاد.
وقتل تفشي المرض 38 خنزيرًا في مزرعة تضم 127 خنزيرًا في سيتشوان، أكبر مقاطعة منتجة للخنازير في الصين، بعدما تم اكتشافه على شاحنة من الخنازير الصغيرة التي تم نقلها بشكل غير قانوني من مقاطعة أخرى.
وتعد الصين أكبر منتج ومستهلك للحوم الخنزير في العالم، حيث قضى تفشي كبير لحُمى الخنازير الإفريقية على حوالي نصف قطيع البلاد في عام 2019، بعد عام من وصوله إلى البلاد.
كما أبلغت الصين عن تفشي المرض في وقت سابق من هذا الأسبوع في مقاطعة يونان الجنوبية الغربية، لكن ما هو المرض وكيف تنتقل العدوى وهل يمكن الوقاية منه والسيطرة عليه؟
• ما هي حمى الخنازير الإفريقية؟
بحسب المنظمة العالمية لصحة الحيوان، فإن حمى الخنازير الإفريقية (ASF) مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الخنازير الداجنة والبرية، وهو مسؤول عن خسائر اقتصادية وخسائر فادحة في الإنتاج.
وهو ناتج عن فيروس كبير من الحمض النووي، الذي يصيب أيضًا أحد أنواع حشرة القراد.
• هل تنتقل العدوى للإنسان؟
تعتبر وبائيات حمى الخنازير البرية معقدة وتتنوع تبعًا للبيئة وأنواع أنظمة إنتاج الخنازير ووجود نواقل قراد مختصة، بالإضافة لسلوك الإنسان، ووجود الخنازير في حد ذاتها.
وقد ينتقل المرض عن طريق الاتصال المباشر مع الخنازير الداجنة أو البرية المصابة، أو الاتصال غير المباشر من خلال تناول المواد الملوثة، مثل فضلات الطعام أو الأعلاف أو القمامة، أو تناول النواقل البيولوجية، مثل حشرة القراد.
وبالرغم من ذلك، إلا أن المنظمة أشارت عبر موقعها الرسمي إلى أن الحمى ليست خطرا على صحة الإنسان، وإنما ينتشر بين الحيوانات بما فيها الخنازير.
• علامات المرض بين الحيوانات
أشارت المنظمة إلى أنه يمكن أن تختلف العلامات السريرية ومعدلات الوفيات وفقًا لضراوة الفيروس ونوع الخنازير.
حيث تتميز الأشكال الحادة من الحمى بارتفاع درجة الحرارة والاكتئاب وفقدان الشهية ونزيف في الجلد، واحمرار على الأذنين والبطن والسائقين، والإجهاض عند الأبقار الحامل، والزرقة والقيء والإسهال والموت في غضون 6-13 يوما، أو حتى 20 يومًا، وقد تصل معدلات وفيات الحيوانات المصابة إلى 100%.
وبالرغم من ذلك، فقد يكون للأنواع المختلفة من الخنازير قابلية متفاوتة للإصابة بفيروس حمى الخنازير الإفريقية، وقد تصاب العصافير البرية الإفريقية دون أن تظهر عليها علامات سريرية.
• التشخيص
قد يتم الاشتباه في الحمى بناءً على العلامات السريرية، لكن يجب التأكيد من خلال الاختبارات المعملية، خاصةً لتمييزها عن حمى الخنازير التقليدية.
• هل يوجد علاج؟
أشارت المنظمة إلى أنه لا يوجد حاليًا لقاح معتمد لعلاج حمى الخنازير الإفريقية بين الحيوانات، لكن تعتمد الوقاية في البلدان الخالية من المرض على تنفيذ سياسات الاستيراد المناسبة وتدابير الأمن البيولوجي، بما يضمن عدم إدخال الخنازير الحية المصابة أو منتجات لحم الخنزير إلى مناطق خالية من حمى الخنازير.
ويشمل ذلك ضمان التخلص السليم من نفايات الطعام من الطائرات أو السفن أو المركبات القادمة من البلدان المتضررة ومراقبة الواردات غير القانونية للخنازير الحية ومنتجات لحم الخنزير من البلدان المتضررة.
ولفتت المنظمة إلى أنه في أثناء تفشي المرض في البلدان المتضررة، فقد يكون من الصعب السيطرة على حمى الخنزير، لذا يمكن استخدام التدابير الصحية التقليدية بما في ذلك الكشف المبكر والقتل الرحيم للحيوانات، مع التخلص السليم من الذبائح والنفايات بالتطهير الشامل، وتقسيم المناطق وضبط الحركة، والمراقبة والتحقيق الوبائي التفصيلي، وفرض إجراءات الأمن الحيوي الصارمة في المزارع.
ولأنه لوحظ في أوروبا وفي بعض مناطق آسيا، أن انتقال حمى الخنازير يعتمد إلى حد كبير على كثافة أعداد الخنازير البرية وتفاعلها مع أنظمة إنتاج الخنازير التي تعاني انخفاض الأمن البيولوجي؛ لذا تنصح المنظمة بضرورة تحقيق المعرفة الجيدة والإدارة الجيدة لمجموعات الخنازير البرية والتنسيق الجيد بين الخدمات البيطرية وسلطات الحياة البرية، مع مراعاة مشاركة ناقل القراد الناعم في برنامج المكافحة، للسيطرة على المرض بنجاح.