تجده كباقي أعضاء وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية قبل ثورة 25 يناير، ممن كانوا يخرجون على الناس بلباس التقوى والورع والطيبة والمسكنة، ويعيشون انتظاراً لمرحلة النصر والتمكين ثم تبدل حالهم من النقيض إلى النقيض وتحول بعد احتكارهم لكل السلطات لتتضح حقيقتهم التي اتسمت بالغرور والعجرفة وحملت في طياتها رسائل الإرهاب.
هو عصام العريان القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين والذي توفي اليوم عن عمر يناهز 66 عاما إثر تعرضه لأزمة قلبية داخل محبسه فى سجون طرة بضاحية المعادى بالقاهرة. وهو من صرح بأن “مبارك لن يخرج من السجن إلا على قبرة”.
هرب من سجن وادي النطرون في يناير 2011 برفقة عدد من قيادات الجماعة ليشغل منصب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة احد اذرع جماعة الإخوان المسلمين.
هو الرجل الذي كان يخفي الأوجه الكثيرة للجماعة الإرهابية في ابتسامة مزيفة ليتحدث بكل عنف وخشونة، وحملت عباراته كل أنواع التهديد ، والدعوة للفوضى، وإسقاط دولة القانون، ومحاربة المؤسسات السيادية، خاصة القوات المسلحة والشرطة والقضاء حيث هاجم العريان المستشار الزند والعديد من القضاة.
كما اتهم جميع اجهزة الدولة بالفشل في إقامة حياة ديموقراطية سليمة، وتصريحاته اللاذعة ضد القوات المسلحة ووصفهم بـ”العسكر” وتطاوله على الرئيس الأسبق عدلي منصور واتهامهم بالسعي لمصالح شخصية والرغبة في استمرارهم بالحكم.
وكان دائماً ما يروج لنفسة وللجماعة بأنهم “الأوفياء في كل تراث مصر”، في حين صرح العريان نفسة قائلاً: “إحنا راجعين وهنرجع نحكم تاني في خلال شهر…ولما نرجع نحكم..كلكم هتتعلقوا على المشانق”، وذلك عقب ثورة 30 يوليو لنجده يبث خطاب متناقض وتبعث مفرداته برسائل القلق والتهديد ولكنها تكشف عن النية الحقيقية للرغبة في السيطرة على مقاعد الحكم في مصر.
لنجد أن “العريان” الذي زعم بأن الجماعة تقدم نموذج إخواني ديموقراطي وأن جماعة الإخوان ستقوم بتصحيح كل السلبيات في تاريخ مصر الحديث ومتهما سياسات الدولة بالتبعية لإسرائيل وغيرها من القوى الخارجية هو ذاته من طالب بعودة اليهود الي مصر وصرح بأن “ذلك حق لا يمكن إنكاره ولا التنازل عنة” في سبيل ان يفسحوا مكان للفلسطينيين.
وكان يلوح دائماً بأن من لا يعجبه سياسة جماعته الإرهابية، عليه الرحيل ومغادرة البلاد فورا، فضلاً عن مطالباته بتسليح شباب الإخوان المسلمين.
تلك هي اللغة التي تحدثت بها الجماعة الإرهابية ، ولكنها كانت رسالة الدم التي استشفها الشعب المصري ليلفظ جماعة إرهابية تلاعبت بعواطف الشعب واستغلت تحدياته، وحاولت أن تتلاعب بثورته والمتاجرة بدماء الشهداء للسعي نحو الحكم.